ينظرن اليه ، فجعلت فاطمة وسكينة بنتا الامام الحسين عليهالسلام يتطاولان لينظرا الرأس ، وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس. فلما رأين الرأس صحن ، فصاحت نساء يزيد ، وولولت بنات معاوية ، فقالت فاطمة : أبنات رسول الله سبايا يا يزيد؟ فبكى الناس ، وبكى أهل داره حتى علت الأصوات. وأما زينب فأنها لما رأت الرأس أهوت الى جيبها فشقته ، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب : ياحسيناه ، يا حبيب رسول الله ، يا ابن مكة ومنى ، يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، يا ابن بنت المصطفى ... قال الراوي فأبكت والله كل من كان حاضراً في المجلس ويزيد ساكت ، ثم جعلت امرأة من بني هاشم كات في دار يزيد تندب الحسين وتنادي : يا حبيبا ، يا سيد أهل بيتنا ، يا ابن محمداه ، يا ربيع الأرامل واليتامى ، يا قتيل أولاد الأدعياء ، فأبكت كل من سمعها. وكان في السبايا الرباب بنت امرئ القيس زوجة الحسين عليهالسلام ، وهي أم سكينة بنت الحسين وأم عبد الله الرضيع المقتول بكربلاء ، فأخذت الرباب الرأس ووضعته في حجرها وقبلته ... ثم أقيمت المناحة ثلاث أيام وصالا ... ».
وكانت هذه أول مناحة عامة على الحسين عليهالسلام وأهله وآله وصحبه تقام في الشام ، إذ إن الروايات تفيد بأن يزيد أمر بأن تقام للسبيا والأسرى دار تتصل بداره ، وكان هؤلاء مدة مقامهم في أيامهم الحزينة بالشام ينوحون على الحسين في سرهم وعلنهم.
هذا ولم تكن بنات آل البيت والهاشميات وحدهن الباكيات بل واستهن نساء بني أمية بدموعهن ، فلم تبق أموية إلا وأخذت تبكي وتنوح على الحسين عليهالسلام وسباياه.
٢ ـ جاء في كتاب « أعلام النساء في عالمي العرب والاسلام » لمؤلفه عمر كحالة ، عند بحثه عن مجلس يزيد في الشام وحضور السبايا فيه. قوله : « ثم أخرجهن فأدخلهن دار يزيد بن معاوية ، فلم تبق امرأة من آل يزيد إلا أتتهن