أرض كربلاء ، وعندما وصل الى قرية الغاضرية على شاطئ نهر الفرات ، اغتسل في شريعتها ، وتقمص بأطهر ثيابه ، وتطيب بسعد كان مع صاحبه عطاء ، ثم سعى نحو القبر الشريف حافي القدمين ، وعليه علامات الحزن والكآبة ، حتى وقف على الرمس الكريم ، ووقع مغشياً عليه. وعند إفاقته من غشوته سمعه عطاء يقول : « السلام عليكم يا آل الله ... » الخ.
٤ ـ جاء في الجزء «١ : ١٥١» من « المجالس السنية » ما عبارته : « لما رجع أهل البيت من الشام الى المدينة قالوا للدليل : مر بنا على طريق كربلاء ، فلما وصلوا الى موضع المصرع وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم (١) ورجالاً من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد وردوا لزيارة قبر الحسين ، فتوافوا في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا المآتم ، واجتمع عليهم أهل ذاك السواد ، وأقاموا على ذلك أياماً.
وعن الأعمش عن عطيه العوفي قال : « خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضياللهعنه زائراً قبر الحسين ، فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ، ثم اتزر بإزار وارتدى بآخر ، ثم فتح صرة فيها سعد فنشرها على بدنه ، ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال : ألمسنيه ياعطية ، فألمسته إياه فخر على القبر مغشياً عليه. فرششت عليه شيئاً من الماء ، فلما أفاق قال : يا حسين ـ ثلاثاً ـ. قال : حبيب لا يجيب حبيبه. ثم قال : وأنى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك ، وفرق بين بدنك ورأسك. أشهد أنك ابن خير النبيين ، وابن سيد المؤمنين ، وابن حليف التقوى وسليل الهدى ، وخامس آل الكسا ، وابن سيد النقبا ، وابن فاطمة سيدة النسا. ومالك لا تكون هكذا ». الى آخر كلامه.
__________________
(١) ينابيع المودة ٢ : ٣٥٣.