الإعراب :
(وَما تَتْلُوا مِنْهُ) الهاء تعود على «الشأن» على تقدير حذف المضاف ، وتقديره: وما تتلو من أجل الشأن من قرآن ، أي : يحدث لك شأن فتتلو القرآن من أجله. ومن : تبعيضية ، أو مزيدة لتأكيد النفي. وإضمار القرآن قبل التصريح به تفخيم له أو للهعزوجل.
(وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ) النصب فيهما على أن (لا) نافية ، و (أَصْغَرَ) اسمها ، و (فِي كِتابٍ) : خبرها وهذا كلام مستقل بنفسه ، مقرر لما قبله. ويجوز الرفع على الابتداء ليكون كلاما برأسه ، أو على العطف على محل : (مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ) وتقديره : وما يعزب عن ربك مثقال ذرة ولا أصغر ولا أكبر. ويجوز الجر ، مراعاة للفظ (مِثْقالِ) لأن (مِثْقالِ ذَرَّةٍ) في اللفظ مجرور. و (فِي كِتابٍ مُبِينٍ) موضع الرفع لأنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو في كتاب مبين.
المفردات اللغوية :
(وَما تَكُونُ) يا محمد ، و (ما) : نافية ، أي لست في شأن من عبادة أو غيرها إلا والربّ مطلع عليك. (شَأْنٍ) أمر مهم عظيم (وَما تَتْلُوا مِنْهُ) من الشأن ؛ لأن تلاوة القرآن شأن من شأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، بل هو معظم شأنه ، أو ما تتلو من التنزيل من قرآن ؛ لأن كل جزء منه قرآن ، والإضمار قبل الذكر تفخيم له. أو من الله عزوجل (وَلا تَعْمَلُونَ) أنتم جميعا أيها المؤمنون (الأمة والنبي) وهو تعميم للخطاب بعد تخصيصه بمن هو رأسهم (شُهُوداً) شاهدين رقباء نحصي عليكم (إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) أي تندفعون فيه وتخوضون أو تأخذون في العمل (وَما يَعْزُبُ) وما يبعد عنه وما يغيب عن علمه (مِثْقالِ) وزن (ذَرَّةٍ) أصغر نملة أو هباء (فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) أي في الوجود والإمكان (إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) بيّن وهو اللوح المحفوظ.
المناسبة :
بعد أن أبان الله تعالى أن القليل من الناس شاكرون نعم الله بدوام طاعته وترك معصيته ، ذكّرهم بأن علمه محيط بجميع شؤونهم وأعمالهم صغيرها وكبيرها ، وبكل الموجودات والكائنات كلها في السموات والأرض ، حتى يحملهم ذلك على الطاعة والشكر والعبادة وتجنب المعصية ؛ لأنه إذا كان الحق تعالى عالما بكل شيء ، سرّ الطائعون ، وهدّد المذنبون.