المفردات اللغوية :
(أَوْلِياءَ اللهِ) أي أحبابه وأصفياؤه والمقرّبون إليه ، الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة ، هم المؤمنون المتقون كما فسرتهم الآية ، فكل من كان تقيا كان لله وليا. (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) بفوات مأمول.
(وَكانُوا يَتَّقُونَ) الله بامتثال أمره ونهيه (الْبُشْرى) الخبر السارّ ، وهي ما بشّر الله به المتقين في كتابه وعلى لسان نبيه صلىاللهعليهوسلم ، وما يريهم في الرؤيا الصالحة ، كما في حديث صححه الحاكم : يراها الرجل أو ترى له ، وما يسنح لهم من المكاشفات ، وبشرى الملائكة عند النزع (وَفِي الْآخِرَةِ) الجنة والثواب وتلقي الملائكة إياهم مسلّمين مبشرين بالفوز والكرامة. (لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ) لا خلف لمواعيده (ذلِكَ) المذكور.
المناسبة :
بعد أن أبان الله تعالى إحاطة علمه بأعمال العباد وبجميع الكائنات ليكون ذلك باعثا لهم على الشكر والعبادة ، ذكر حال الشاكرين المتقين الذين حسن جزاؤهم في الآخرة.
التفسير والبيان :
إن أولياء الله الذين يتولونه بالطاعة والعبادة ، ويتولاهم بالكرامة هم الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وكانوا يتقون الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، فكل من كان تقيا كان لله وليا. وأولياء الله هم الذين جمعوا بين الإيمان الصحيح والتقوى. فلا خوف عليهم في الدنيا من مكروه يتوقع ، كما قال تعالى : (فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران ٣ / ١٧٥] أي لا تخافوا أولياء الشيطان وأنصاره.
ولا خوف عليهم في الآخرة مما يخاف منه الكفار والعصاة من أهوال الموقف وعذاب القيامة ، كما قال تعالى : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) [الأنبياء ٢١ / ١٠٣].