قصة موسى عليهالسلام مع فرعون
ـ ١ ـ
الحوار بين موسى وفرعون
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (٧٥) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (٧٦) قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (٧٧) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (٧٨))
المفردات اللغوية :
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد هؤلاء الرّسل. (وَمَلَائِهِ) قومه أو أشراف القوم. (بِآياتِنا) الآيات التّسع. (فَاسْتَكْبَرُوا) عن الإيمان بها. (لَسِحْرٌ مُبِينٌ) بيّن ظاهر. (أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ) إنه لسّحر ، فحذف المحكي بالقول لدلالة ما قبله عليه.
(أَسِحْرٌ هذا) هو استئناف بإنكار ما قالوه. (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ) من تمام كلام موسى ، للدّلالة على أنه ليس بسحر ، فإنه لو كان سحرا لاضمحلّ ، ولم يبطل سحر السّحرة ، فهذا دليل من موسى عليهالسلام على أنه ليس بسحر ، وإنما السّحر تخييل وتمويه.
(لِتَلْفِتَنا) لتردّنا وتصرفنا عنه ، واللفت والفتل مترادفان. (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ) الملك فيها ، سمي بها لاتّصاف الملوك بالكبر والتّكبر على الناس باستتباعهم. (وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) بمصدقين فيما جئتنا به.
المناسبة :
هذه هي القصّة الثانية المذكورة في سورة يونس ، وهي قصة موسى وهارون مع فرعون وملئه ، وقد تكرر ذكرها في القرآن للدّلالة على أنّ قوة الحقّ وصوت