وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٨٧))
الإعراب :
(مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ) جمع الضّمير في ملئهم لخمسة أوجه :
الأول ـ جمع الضمير على ما هو المعتاد في ضمير العظماء ، فيقول الواحد منهم : نحن فعلنا ، ومنه قوله : (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) ، وكان فرعون جبارا فأخبر عنه بفعل الجميع.
الثاني ـ جمع الضمير على أن المراد بفرعون آله ، كما يقال : ربيعة ومضر ، ويكون في الكلام حذف مضاف ، تقديره : على خوف من آل فرعون.
الثالث ـ جمع لأنه ذو أصحاب يأتمرون به.
الرابع ـ أن جمع الضمير يعود على الذّرية التي تقدم ذكرها.
الخامس ـ أنه يعود على القوم الذين تقدم ذكرهم.
(أَنْ يَفْتِنَهُمْ) بدل مجرور من (فِرْعَوْنَ) بدل اشتمال.
(أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً) اللام مقحمة ، وجعل تبوأا متعديا مثل بوّأ ، يقال : بوّأته وتبوّأته ، كقولهم : علقته وتعلقته.
المفردات اللغوية :
(ذُرِّيَّةٌ) طائفة من شبّانهم ، والذّرية في أصل اللغة : صغار الأولاد ، وتستعمل عرفا في الصّغار والكبار. (عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ) أي مع خوف منهم ، والضّمير لفرعون (أَنْ يَفْتِنَهُمْ) الفتنة في اللغة : الاختبار والابتلاء بالشّدائد ، والمراد هنا التّعذيب ، أي أن يعذّبهم فرعون ويصرفهم بالتّعذيب عن دينهم. وإفراده بالضّمير للدّلالة على أن الخوف من الملأ كان بسببه. (إِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ) متكبّر قوي فتّاك. (فِي الْأَرْضِ) أرض مصر. (وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) المتجاوزين الحدّ بادّعاء الرّبوبية واسترقاق أسباط الأنبياء.
(فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا) فثقوا به واعتمدوا عليه. (إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) مستسلمين لقضاء الله ، مخلصين له ، مذعنين لأمره. (فَقالُوا : عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا) لأنهم كانوا مؤمنين مخلصين. (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً) موضع فتنة. (لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أي لا تظهرهم علينا ، فيظنّوا أنهم على الحقّ فيفتتنوا بنا ، أولا تسلّطهم علينا فيفتنونا. (وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) أي من كيدهم