المعاصرون للنبي عليه الصلاة والسلام ، وبه قال جمع عظيم من المفسرين وهم قبائل اليهود في المدينة (قريظة والنضير وبنو قينقاع) ومنزل الصدق : ما بين المدينة والشام ، والطيبات : ما في تلك البلاد من التمور ، والمراد بالعلم : القرآن ، وسماه علما لأنه سبب للعلم على سبيل المجاز ، وكونه سبب الاختلاف : أن اليهود اختلفوا فآمن قوم وبقي آخرون على كفرهم ، فصار نزول القرآن سببا لحدوث انقسام بينهم.
(فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ) أي فما اختلف بنو إسرائيل في أمر دينهم إلا من بعد ما علموا وقرءوا التوراة وعلموا أحكامها ، أو ما اختلفوا في أمر محمد صلىاللهعليهوسلم إلا من بعد ما علموا صدقه بنعوته وتظاهر معجزاته ، وذلك أنهم كانوا قبل بعثة محمدصلىاللهعليهوسلم مقرين بنبوته ، مجمعين على صحة رسالته ، وكانوا يستفتحون به على الذين كفروا ، ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم بالنعت الذي كانوا يجدونه مكتوبا عندهم ، فلما بعث وجاءهم ما عرفوا ، كفروا به ، فكفر به بعضهم حسدا وحبا للرياسة ولجمع المال ، وآمن آخرون.
والخلاصة : إنهم ما اختلفوا في شيء من المسائل جهلا ، وإنما من بعد ما جاءهم العلم ، ولم يكن لهم أن يختلفوا.
(إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي ...) أي إن ربك يفصل ويحكم بينهم يوم القيامة في شأن ما اختلفوا فيه ، فيميز المحق من المبطل بالإنجاء للمحقين من النار وإدخالهم الجنة ، والإهلاك للمبطلين في عذاب جهنم.
فقه الحياة أو الأحكام :
اشتملت الآيات على الأحكام التالية :
١ ـ قد ينصر الله تعالى الضعفاء أو المستضعفين على الأشداء الأقوياء ، كما