يريدوا تكرار مأساة يوسف عليهالسلام ، لأنهم كانوا يحملون في صدورهم الحقد والحسد عليه ، خلافا لحال بنيامين.
٣ ـ تعلّق إخوة يوسف بزيادة الكسب والرّبح ، وطمحوا أن يأتوا مرة أخرى بطعام لهم من مصر من غير ثمن.
٤ ـ كان إكرام يوسف لإخوته وردّه ثمن الطعام إليهم عاملا مرغّبا قويّا في عودتهم إليه مرة أخرى ، مصطحبين معهم أخاهم بنيامين.
٥ ـ إن يعقوب النّبي عليهالسلام كان في حديثه مع أولاده مطمئنا إلى حفظ الله ورحمته ، فهو نعم الوكيل الحافظ ، وهو أرحم الرّاحمين بعباده ، لا سيّما حال الضّعفاء وكبار السّن أمثاله ، فحفظ الله له خير من حفظكم إيّاه.
٦ ـ تشدّد يعقوب عليهالسلام هذه المرة مع أولاده أكثر مما حدث عند إذنه بإرسال يوسفعليهالسلام ، بعد تلك التّجربة القاسيّة وما أعقبها من حزن شديد وألم ، فطلب منهم الميثاق وهو العهد المؤكّد باليمين على إحضاره إليه إلا في حال العذر القاهر والإحاطة بهم ، قال مجاهد معناها : إلا أن تهلكوا أو تموتوا.
وقد دلّ قوله تعالى : (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ ..) على أنه أجابهم إلى إرساله معهم.
٧ ـ أراد أولاد يعقوب عليهالسلام تطييب نفس أبيهم بقولهم : (ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا ..؟) فهم حشدوا لإقناعه وتطييب نفسه كلّ الأسباب والبواعث المادية واستغلّوا حاجتهم الشديدة : أخذ الطعام دون ثمن ، إعالة الأهل ، إضافة حمل بعير ، وضمّوا إلى ذلك كلّه التّعهد بالحفظ والرّعاية ، فلم يجد بدّا من الموافقة على إرسال بنيامين معهم.
٨ ـ قوله تعالى : (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ)