٦ ـ لا جدوى ولا فائدة في الآخرة لأعمال الكفار الطيبة التي عملوها في الدنيا ، مثل إطعام الطعام ، وإغاثة الملهوف ، وفعل المعروف ، والصدقة ، وصلة الرحم ، وبر الوالدين ، ولا ثواب على عمل البر في الدنيا ؛ لإحباطه بالكفر ، وذلك هو الخسران الكبير.
فقد ضرب الله هذه الآية مثلا لأعمال الكفار ، في أنه يمحقها كما تمحق الريح الشديدة الرماد في يوم عاصف. والعصف : شدة الريح ، وإنما كان ذلك ؛ لأنهم أشركوا فيها غير الله تعالى ، فلم يتوافر فيها أساس القبول وهو الإيمان بالله وحده لا شريك له.
دليل وحدانية الله ووجوده وقدرته على معاد الأبدان
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٩) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (٢٠))
البلاغة :
(يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(أَلَمْ تَرَ) تنظر أي تعلم يا مخاطب ، وهو خطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم والمراد به أمته ، وهو استفهام تقرير ، والرؤية هنا : رؤية القلب ؛ لأن المعنى : ألم ينته علمك إليه؟ (بِالْحَقِ) متعلق بخلق ، أي بالحكمة والوجه الذي يحق أن يخلق عليه (يُذْهِبْكُمْ) يعدمكم (وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) بدلكم أي يخلق خلقا آخر مكانكم ، وهو مرتب على كونه خالقا للسموات والأرض ، استدلالا به عليه ، فإن من خلق أصولهم ، ثم كونهم بتبديل الصور وتغيير الطبائع ، قادر أن يبدلهم بخلق آخر ، ولم يمتنع ذلك