بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الرعد
مدنية وهي ثلاث وأربعون آية.
تسميتها :
سمّيت سورة الرّعد ، للكلام فيها عن الرّعد والبرق والصّواعق وإنزال المطر من السّحاب : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً ، وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ. وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ، وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ، وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ) [الرّعد ١٣ / ١٢ ـ ١٣] والمطر أو الماء سبب للحياة : حياة الأنفس البشريّة والحيوان والنّبات ، والصّواعق قد تكون سببا للإفناء ، وذلك مناقض للماء الذي هو رحمة ، والجمع بين النّقيضين من العجائب.
ناسبتها لما قبلها :
هناك تناسب بين سورة الرّعد وسورة يوسف في الموضوع والمقاصد ووصف القرآن ، أما الموضوع فكلاهما تضمّنتا الحديث عن قصص الأنبياء مع أقوامهم ، وكيف نجّى الله المؤمنين المتّقين وأهلك الكافرين ، وأما المقاصد فكلّ من السّورتين لإثبات توحيد الإله ووجوده ، ففي سورة يوسف : (أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ). وفي سورة الرّعد : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ..) [٢ ـ ٤]. (قُلْ : مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ : اللهُ) [١٦] ، وفيهما من الأدلّة على وجود الصّانع الحكيم وكمال قدرته وعلمه ووحدانيته الشيء الكثير ، ففي سورة يوسف : (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها ، وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ). وفي سورة الرّعد آيات دالّة على