٥ ـ استجاز يوسف إدخال الحزن على أبيه بطلب أخيه ، لأنه يجوز أن يكون الله عزوجل أمره بذلك ابتلاء ليعقوب ، ليعظم له الثّواب ، فاتّبع أمره فيه ، وهذا هو الأظهر كما قال القرطبي. وربّما كان السّبب تنبيه أبيه على حاله ، أو لتتضاعف المسرّة لأبيه برجوع ولديه عليه ، أو إيثارا لأخيه بالاجتماع معه قبل إخوته ، لميله إليه.
الفصل الحادي عشر من قصّة يوسف
مفاوضة إخوة يوسف أباهم لإرسال أخيهم بنيامين معهم في
المرة القادمة
(فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٦٣) قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٦٤) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (٦٥) قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَنْ يُحاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قالَ اللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (٦٦))
الإعراب :
(خَيْرٌ حافِظاً) وقرئ : حفظا : وهما منصوبان على التّمييز ، مثل قولهم : لله درّه فارسا. (ما نَبْغِي) : ما : استفهامية في موضع نصب ، لأنها مفعول (نَبْغِي) وتقديره: أي شيء نبغي. (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ) اللام لام القسم.