النبي صلىاللهعليهوسلم وقتا ، فقال له عثمان : ما رأيتك تفعل فعلتك الغداة ، قال : وما رأيتني فعلت؟ قال : شخص بصرك إلى السماء ، ثم وضعته على يمينك ، فتحرفت عني إليه ، وتركتني ، فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئا يقال لك ، قال : أو فطنت لذلك؟ أتاني رسول الله آنفا ، وأنت جالس ، قال : فما ذا قال لك؟ قال لي : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ..) الآية قال عثمان : فذلك حين استقر الإيمان في قلبي ، وأحببت محمدا صلىاللهعليهوسلم. ورواه ابن أبي حاتم من حديث عبد الحميد بن بهرام مختصرا.
وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم والبيهقي عن ابن مسعود رضياللهعنه أنه قال : أعظم آية في كتاب الله تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وأجمع آية في كتاب الله للخير والشر الآية التي في النحل : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ). وأكثر آية في كتاب الله تفويضا : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق ٦٥ / ٢ ـ ٣]. وأشد آية في كتاب الله رجاء : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ، إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) [الزمر ٣٩ / ٥٣].
وعن عكرمة : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قرأ على الوليد بن المغيرة هذه الآية ، فقال له : يا ابن أخي ، أعد عليّ ، فأعادها عليه ، فقال له الوليد : والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وما هو بقول بشر.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن رضياللهعنه : أنه قرأ هذه الآية : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) الآية ، ثم قال : إن الله عزوجل جمع لكم الخير كله ، والشر كله في آية واحدة ، فو الله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله تعالى إلا جمعه وأمر به ، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئا إلا جمعه وزجر عنه.