إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٠٥))
الإعراب :
(إِنَّما سُلْطانُهُ .. هُمْ بِهِ) هاء (سلطانه) تعود على الشيطان ، وهاء (بِهِ) لله تعالى ، وهو مما جاء في التنزيل من ضميرين مختلفين ، مثل (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ ، وَأَمْلى لَهُمْ) [محمد ٤٧ / ٢٥] أي سول الشيطان ، وأملى الله تعالى ، كقوله : (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ) [آل عمران ٣ / ١٧٨] وقيل : هاء (بِهِ) تعود على الشيطان أيضا.
(وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) معطوفان على محل (لِيُثَبِّتَ) أي تثبيتا وهداية وبشارة ، فهما مفعولان لأجله.
البلاغة :
(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) مجاز مرسل من إطلاق المسبّب على السبب ، أي إذا أردت قراءة القرآن.
(وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ) جملة اعتراضية لبيان حكمة النسخ ، وفيه التفات من المتكلم إلى الغائب ، وذكر اسم الله للمهابة.
(لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ) استعار اللسان للغة والكلام ، والعرب تستعمل اللسان بمعنى اللغة مثل (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) [إبراهيم ١٤ / ٤].
(أَعْجَمِيٌ) و (عَرَبِيٌ) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) أي أردت قراءته (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ..) أي قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أي ألجأ إلى الله لحمايتي من وساوس الشيطان في القراءة ، وذلك في كل ركعة للمصلي ؛ لأن الحكم المترتب على شرط يتكرر بتكرره قياسا. (سُلْطانٌ) تسلط وقوة واستيلاء. (يَتَوَلَّوْنَهُ) بطاعته ، يقال : توليته : أطعته ، وتوليت عنه : أعرضت. (هُمْ بِهِ) بالله. (بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) بنسخها أو رفعها وإنزال غيرها ، لمصلحة العباد. (قالُوا : إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ) أي قال الكفار للنبي صلىاللهعليهوسلم : إنما أنت كذاب ، تقوله من عندك. (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) حقيقة القرآن وحكمة النسخ وتمييز الخطأ من الصواب. (قُلْ : نَزَّلَهُ) قل لهم يا محمد : (نَزَّلَهُ