فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيتان إلى ما يلي :
١ ـ الحساب بين الخلائق يوم القيامة يكون مدعما بالوثائق والمستندات ، فكل إنسان يدعى للحساب بكتابه الذي فيه عمله ، كما قال تعالى : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً ، كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا ، الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجاثية ٤٥ / ٢٨].
والدعوة تكون في الآخرة بأسمائهم وأسماء آبائهم ، خلافا لمن قال كمحمد بن كعب أن الدعوة تكون بأسماء أمهاتهم ؛ لأن في ذلك سترا على آبائهم ، بدليل حديث الصحيحين عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ، يرفع لكل غادر لواء ، فيقال : هذه غدرة فلان بن فلان» فقوله : «هذه غدرة فلان بن فلان» دليل على أن الدعوة تكون بأسماء الآباء لا بأسماء الأمهات.
٢ ـ ليس هناك فرحة بعد أهوال الحساب أشد وأغبط للنفس من فرحة تلقي الكتاب
باليمين ؛ لأنه دليل النجاة والفوز والسعادة الأبدية ، فاللهم اجعلنا من أهل اليمين.
٣ ـ إن الأعمى في الدنيا عن الاعتبار وإبصار الحق والاستدلال بآيات الله في الكون الدالة على وجوده ووحدانيته هو في الآخرة أعمى ، وأضل سبيلا ، لا يهتدي إلى طريق النجاة ، ولا يجد طريقا إلى الهداية ، كما قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ، وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) [طه ٢٠ / ١٢٤] وقال سبحانه : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا ، مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) [الإسراء ١٧ / ٩٧].