أو صواعق ، فيسلبك نعمته ويخرّب بستانك ، وتصبح أرضا بيضاء لا نبات فيها ، وترابا أملس ، لا يثبت فيه قدم ، وينزلق عليها لملاستها انزلاقا. وقوله : (فَعَسى رَبِّي) أي فلعل ربي.
أو يصبح ماؤها غائرا في الأرض ، فلن تتمكن من إدراكه بعد غوره ، ولن تستطيع ردّ الماء الغائر بأية حيلة.
وتحقق ما توقعه المؤمن فقال :
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ، فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها ...) أي ونزل الإهلاك والجائحة بالأموال والثمار بإرسال الحسبان على جنته التي اغتر بها ، وألهته عن الله عزوجل ، ودمرت أمواله وثماره ، فأصبح نادما متحسرا على ضياع نفقته التي أنفقها عليها ، فتقليب الكفين كناية عن الندم والتحسر ، وتمنى متذكرا موعظة صاحبه أن لم يكن أشرك بربه أحدا ، والخاوية على عروشها : هي التي سقطت عرائشها على الأرض ، قيل : أرسل الله عليها نارا فأكلتها ، وسقط بعضها على بعض.
(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ ، وَما كانَ مُنْتَصِراً) أي ولم تنصره وتفيده عشيرة أو ولد ، كما افتخر بهم واعتز ، وما كان منتصرا أي ممتنعا بقوته عن انتقام الله تعالى.
(هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ) هذا تأكيد للجملة السابقة ، أي أنه في هذه الحال من الشدة والمحنة تكون النصرة لله وحده ، ويؤمن فيها البرّ والفاجر ، ويرجع كل أحد مؤمن أو كافر إلى الله وإلى موالاته والخضوع له إذا وقع العذاب. والولاية : السلطان والملك والنصرة والحكم.
(هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً) أي أن الله خير جزاء ، وأفضل عاقبة لأوليائه المؤمنين ، فينصرهم ويعوضهم عما فقدوه في دار الدنيا ، ويكون ثواب الأعمال التي