البلاغة :
(آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) مجاز عقلي ؛ لأن النهار لا يبصر ، بل يرى فيه ، فهو مجاز من إسناد الشيء إلى زمانه.
(طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) أستعير الطائر لعمل الإنسان ؛ لأن العرب الذين كانوا يتفاءلون ويتشاءمون بالطير ، سموا نفس الخير والشر بالطائر بطريق الاستعارة.
(اقْرَأْ كِتابَكَ) فيه إيجاز بالحذف ، أي يقال له يوم القيامة : اقرأ كتابك ، وكذلك (أَمَرْنا مُتْرَفِيها) فيه إيجاز بالحذف ، أي أمرناهم بطاعة الله فعصوا.
(اهْتَدى ضَلَ) بينهما طباق.
(تَزِرُ وازِرَةٌ) جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية :
(آيَتَيْنِ) علامتين دالتين على قدرة الله تعالى ، بتعاقبهما على نسق واحد. (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) أي جعلنا الآية التي هي الليل ممحوّة لا نور فيها ، والإضافة فيها للتبيين ، كإضافة العدد إلى المعدود. (وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) مضيئة أو مبصرة للناس. (لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) لتطلبوا في بياض النهار أسباب معاشكم ، وتتوصلوا به إلى استبانة أعمالكم. (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) أي ولتعلموا باختلافهما أو بحركتهما عدد السنوات وجنس الحساب. والفرق بين العدد والحساب : أن العدد إحصاء أمثال الشيء المكونة له ، والحساب : إحصاء طائفة معينة يتكون منها الشيء ، فالسنة بالنظر إلى أنها أيام (٣٦٥ يوما) فقط فذلك العدد ، وبالنظر إلى تكونها من اثني عشر شهرا ، وكل شهر ثلاثون يوما ، وكل يوم ٢٤ ساعة ، فذلك هو الحساب ، كما ذكر الشوكاني في فتح القدير (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً) أي وكل شيء تحتاجون إليه من أمور الدين والدنيا ، بيّناه بيانا غير ملتبس.
(طائِرَهُ) عمله من خير أو شر. (فِي عُنُقِهِ) لزوم الطوق في عنقه ؛ إذ اعتادوا التفاؤل بالطير ، ويسمونه زجرا ، فإن مرّ بهم من اليسار إلى اليمين ، تيمنوا به ، وسموه سانحا ، وإن مرّ من اليمين إلى اليسار تشاءموا منه ، وسموه بارحا ، وسموا نفس الخير والشر بالطائر تسمية للشيء باسم لازمه. هو صحيفة عمله. (مَنْشُوراً) أي غير مطوي. (حَسِيباً) محاسبا عادّا يعد عليه أعماله.
(مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ) أي أن ثواب اهتدائه له. (وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) أي أن إثمه عليها. (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ) أي لا تحمل نفس آثمة وزر نفس أخرى ، والوزر :