الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) فسّر في هذه السورة شريعة أهل السبت وشأنهم ، وذكر جميع ما شرعه لهم في التوراة ، فقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضياللهعنهما أنه قال : «إن التوراة كلها في خمس عشرة آية من سورة بني إسرائيل».
٢ ـ بعد أن أمر الله نبيه صلىاللهعليهوسلم بالصبر على أذى المشركين في ختام سورة النحل بنسبته إلى الكذب والسحر والشعر ، سلّاه هنا ، وأبان شرفه وسمو منزلته عند ربه بالإسراء ، وافتتح السورة بذكره تشريفا له ، وتعظيما للمسجد الأقصى الذي أشير إلى قصة تخريبه.
٣ ـ في السورتين بيان نعم الله الكثيرة على الإنسان ، حتى سميت سورة النحل «سورة النعم» وفصلت هنا أنواع النعم العامة والخاصة ، كما في الآيات [٩ ـ ١٢] و [٧٠].
٤ ـ في سورة النحل أبان تعالى أن القرآن العظيم من عنده ، لا من عند بشر ، وفي هذه السورة ذكر الهدف الجوهري من ذلك القرآن.
٥ ـ في سورة النحل ذكر تعالى قواعد الاستفادة من المخلوقات الأرضية ، وفي هذه السورة ذكر قواعد الحياة الاجتماعية من بر الأبوين ، وإيتاء ذوي القربى والمساكين وأبناء السبيل حقوقهم من غير تقتير ولا إسراف ، وتحريم القتل والزنى وأكل مال اليتيم ، وإيفاء الكيل والميزان بالقسط ، وإبطال التقليد من غير علم.
ما اشتملت عليه السورة :
١ ـ تضمنت السورة الإخبار عن حدث عظيم ومعجزة لخاتم الأنبياء والمرسلين وهي معجزة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى في جزء من الليل ، والتي هي دليل باهر على قدرة الله عزوجل ، وتكريم إلهي لهذا النبي صلىاللهعليهوسلم.
٢ ـ وأخبرت عن قصة بني إسرائيل في حالي الصلاح والفساد ، بإعزازهم حال