حرص ـ حرَصَ على الشيء ، وهو حَرِيصٌ من قوم حِرَاصٍ ، وما أحْرَصَكَ على الدنيا! والحِرْصُ شُؤمٌ ، ولا حَرَسَ الله مَن حَرَصَ. وحَرَصَ القصّارُ الثوبَ : شقّه ، وبثوبك حَرْصَةٌ. وأصابته حارِصَةٌ ، وهي من الشِّجَاجِ التي شقّتِ الجلدَ. وحمارٌ مُحَرَّصٌ : مُكَدَّحٌ. وانهَلّتِ الحارصَةِ والحَرِيصَةُ ، وهي السحابةُ الشديدةُ وقع المطر ، تَحْرُصُ وتَحْرِصُ وجهَ الأرض ؛ قال الحُوَيْدِرَةُ :
ظَلَمَ البِطَاحَ بها انْهِلالُ حَرِيصَةٍ |
|
فصَفَا النِّطَافُ بها بُعَيْدَ المُقْلَعِ |
ورأيتُ العربَ حَرِيصَه على وقعِ الحَرِيصَه.
حرض ـ نُهِكَ فلان مرضَا حتى أصبح حَرَضَا ، وهو المُشْفي على الهلاك. وأحْرَضَه المرضُ ، ولا تأكل كذا فإنّه يُمْرِضُك ويُحْرِضُك. وحَرّضَه على الأمر ، وفيه تحريضٌ على الخير وتحضيض. وغسل يدَه بالحُرُضِ وهو الأُشْنَانُ ؛ قال زُهير :
كأنّ بَرِيقَهُ بَرَقَانُ سَحْلٍ |
|
جلا عن مَتنِه حُرُضٌ وماءُ |
وناوَلَه المِحْرَضَةَ وهي الأُشْنَانْدَانَةُ. وأعِدّوا الأباريقَ والمَحَارِضَ. وبالكوفة الحُرَاضَةُ ، مضموم ، وهي سوقُ الحُرُضِ. وصبغ ثوبَه بالإحْرِيض وهو العُصْفُرُ ؛ قال يصف البرق :
مُلتَهِبٌ كَلَهَبِ الإحْرِيضِ |
|
يُزْجي خَراطيمَ الغمامِ البِيضِ |
ومن المجاز : فلان حَرَضٌ من الأحْرَاضِ : للذي لا خيرَ عنده ؛ قال :
يا رُبّ بيضاءَ لها زَوْجٌ حرَضْ
ومنه الحُرْضَةُ : الذي يُفِيضُ القِداحَ للأيسار ، ليأكل من لحمهم ، وهو مذموم كالبَرَمِ. وتقول : خِبْتَ يا باغيَ الكَرَم بينَ الحُرْضَةِ والبَرَم. وأحْرَضَ الشيءَ وحَرَضَه : أفسده.
حرف ـ انْحَرَفَ عنه وتحرّف. وحرَّف القلَم ، وقلم محرَّف. وحرَّف الكلامَ. وكتب بحَرْفِ القلم. وقعد على حَرْفِ السفينة ، وقعدوا على حُرُوفِها. وما لي عنه مَحْرِفٌ أي مَعْدِلٌ. ورجل مُحَارَفٌ : مَحْدُودٌ ؛ قال :
مُحَارَفٌ في الشّاء والأبَاعِرِ |
|
مُبارَكٌ بالقَلَعيّ البَاتِرِ |
وحُورِفَ فلانٌ. وأدركته حُرفَةُ الأدب ؛ وتقول : ما من حَرْف إلّا وهو مَقْرُونٌ بحُرْف ؛ قال :
ما ازْدَدتُ من أدَبي حَرْفاً أُسَرُّ بهِ |
|
إلّا تَزَيّدْتُ حُرْفاً تحتَهُ شُومُ |
وفلان حِرْفَتُه الوَرَاقَةُ ، وهو يَحْتَرِفُ بكذا. وهو يَحْرِفُ لعياله : يَكْسِبُ من ههنا وههنا ، أي من كلّ حَرْفٍ ، وفلان حَرِيفُك. وفيه حَرَافَةٌ : حِدّةٌ ، وأحَدُّ من الحُرْفِ ، وهو الخردل ، الواحدة حُرْفَةٌ ، وبصل حِرِّيفٌ : شديد الحَرَافَةِ. وحَارَفَ الجُرحَ بالمِحْرَافِ :
قَايَسَه بالمِسْبَارِ حتى عرَفَ حدّ غَوْرِه. قال القَطاميّ :
إذا الطّبيبُ بمِحْرَافَيْه عالَجَهَا |
|
زادتْ على النَّغرِ أوْ تحريكِها ضَجَما |
ومن المجاز : هو على حَرْفٍ من أمرِه ، أي على طَرَف ، كالذي في طرف العسكر ، إن رأى غَلَبة استقَرّ وإن رأى مَيْلَة فَرّ. وناقة حَرْفٌ : شبيهةٌ بحَرْفِ السيف في هزالها ، أو مَضائِها في السير. وحارَفْتُ فلاناً بفعله : كافأتُه ، ولا تُحَارِفْ أخاك بالسوء : لا تكافئْه واصفح عنه ، ومنه الحديث : «إنّ المُؤمنَ تَبْقَى عليه الخطايا فيُحارَفُ بها عند الموت».
حرق ـ أحْرَقَه بالنار وحَرّقَه ، فاحترَقَ وتحرّق ووقعَ الحريقُ في داره ، و «أعوذُ بالله من الحَرَقِ والغَرَقِ». وفي الثوب حَرَقٌ وهو أثر دَقّ القصّار ، وقد حَرَقَ الثوبَ يَحْرُقُه حَرْقاً. ووقع السَّفْطُ في الحُرَاقِ. وحَرَقَ الحَديدَ : بَرَدَه. وقرئ : لنَحْرُقَنّه. وأكلوا الحَرِيقَةَ وهي حَرِيرَةٌ فيها غِلَظٌ تُطبخ طبخاً مُحْرِقاً.
ومن المجاز : حَرّقَ المرعى الإبلَ : عطّشَها ؛ قال :
حَرّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِ
وأحْرَقَني الناسُ : برّحوا بي وآذَوْني. وحَرّقَني باللّوم.