تَسرَّطَها كالزُّبدة كما يقال : «جَذّها جذّ العَيْر الصِّلِّيَانَةَ». وزَبّدتُه ضرْبة أو رَمْية : عجَّلتُها له كأنّي أطعمتُه بها زُبدة. وزَبّدْتُه وزَبَدْتُه أزبِده ، بالكسر : أرفدتُه. ونَهَى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن زَبْدِ المشركين. وفلان يزابد فلاناً : يُقارضه الكلام ويوازره به. وأزبدَ السِّدْرُ : طلعت له ثمرة بيضاء كالزَّبَدِ على الماء. وأزبدَ الشيءُ : اشتَدّ بياضه. وأبيضُ مُزْبِد نحو يَقَق. وزبّدتُ القطنَ : نفشتُه. وسمعتُ خُضَيراً الهذليّ يقول : الحُدَاء زَبَدُ الفؤاد أي يرمي به القلب كما يَرمي الماء بِزَبَده أراد سهولته عليه.
زبر ـ زَبَرْتُ البئر : طويتها بالحجارة. وزَبَرْتُ الكتابَ بالمِزبر : بالقلم ؛ قال :
قد قُضِيَ الأمرُ وجَفّ المِزْبَرُ
وكتاب مزبور ، وقد نطقت به الزُّبرُ ، ورأيتُ في يده زِبْراً وزُبوراً ، وأنا أعرف بزِبْرَتي أي بكِتْبتي. وعنده زُبْرَةٌ من حديد وزُبَرٌ. وأسد ضخم الزُّبْرَة وهي الشّعر المجتمع على كاهله ومرفقيه ، ومنها قولهم : ازبأرّ شعرُه إذا انتفش. وزابرَ الثوبَ ، وجزّ شعره فزَبَره إذا لم يسوّه وكان بعضه أطول من بعض. وزَبَرْتُه : زجرته. وأخذ الشيءَ بزوبره : بأجمعه. وغرَّته الدنيا بِزبرجها : بزخرفها.
ومن المجاز : ما له زَبْرٌ : عقل وتماسك ؛ قال ابن أحمر :
وَلهَتْ علَيهِ كُلُّ مُعصِفَةٍ |
|
هَوْجاء لَيسَ للُبّها زَبْرُ |
وذهبت الأيّام بطراءته ونفضت زِئبَره إذا تقادم عهده.
زبل ـ عنده زُبُلٌ من التّمر وزنابيل. وزَبَلْتُ الأرضَ : سمّدتها أزْبِلُها ، بالكسر. واجتمع له زِبْلٌ كثير. والدنيا كالمَزْبلة ، والذين اطمأنّوا إليها كلابُ المزابل.
ومن المجاز : ما قطعتُ له قِبالاً ولا رَزَأته زُبَالاً وزِبالاً أي أدنى شيء ، وأصله ما تحمله النّملة بفيها ؛ قال ابن أحمر :
كرِيم النِّجارِ حَمَى ظَهرَهُ |
|
فلم يرْتَزِئ بركوبٍ زُبالا |
زبن ـ أراد حاجة فزَبَنَه عنها فلان : دفعه. والنّاقة تَزبِن ولدها عن ضرعها ، وتَزبِن حالبها ، وناقة زبون. وزابنه : دافعه مزابنة وتزابنوا تدافعوا. ونُهِيَ عن المُزابَنَة وهي بيع ما في رأس النّخلة بالتّمر لأنّها تؤدّي إلى المدارأة والخصام. ووقع في أيدي الزّبانِية وهم الشُّرَط لزبْنهم النّاس ، وبهم سُمّيتْ زبانية النّار لدعّهم أهلها إليها. ورجل ذو زَبُّونة : مانعٌ جانبه بالدّفع عنه ، وذو زَبُّونات ؛ قال :
وَجدتمُ القوْمَ ذوي زَبُّونَهْ |
|
وجِئتُمُ باللّؤمِ تَنْقُلُونَهْ |
حُرِمتمُ المَجدَ فلا تَرْجونَهْ |
|
وحالَ أقوامٌ كِرَامٌ دونَهْ |
وقال سَوّار بن مُضَرَّبٍ :
بذَبّي الذّمَّ عن حَسَبي بمالي |
|
وزَبوناتِ أشوَسَ تَيَّحَانِ |
وضربَتْه العقربُ بزُباناها وهي ما تزبِن به من طرف ذنبها ؛ قال مَرّارُ بن مُنقِذ :
زُبَانَى عَقرَبٍ لم تُعطِ سِلْماً |
|
وأعْيَتْ أنْ تُجيبَ رَقًى لرَاقي |
وعن الأصمعيّ زُبانَياها : قرناها.
ومن المجاز : حربٌ زَبُونٌ : صعبة كالنّاقة الزَّبون في صعوبتها ؛ قال أوس :
ومُستَعجب ممّا يرَى من أناتِنا |
|
ولوْ زَبَنَتهُ الحرْبُ لم يترَمرَمِ |
وقال النّمر :
زَبَنتكَ أركان العدوّ فأصْبَحَتْ |
|
أجَأٌ وجُبّةُ من قَرَارِ ديارِها |
الضّمير لحبيبته جمرةَ. وتحته جمل يزبِن المطيّ بمنكبيه إذا تقدّمها وسبقها. وزبَنتَ عنّا هديّتك ومعروفك إذا زواها وكفّها. وأَزبنوا بيوتكم عن الطريق : نحّوها. وفلان زَبون : لمن يُزبَن كثيراً ويُغبن وهو من باب ضَبوثٍ وحَلوبٍ في أن الفعل مسند إلى السبب مجازاً ؛ كقوله :
إذا رَدّ عافي القِدر مَن يَستَعيرُها
واستزبنه ، وسمعتهم يقولون : تزبّنه. وأراد فلان أن يتزبّنني فغلبته.