وتقول : إذا صَبَتِ الأرواح صبَتِ الأرواح. وهبَّت الأصباء ؛ قال :
أذاعَ بمغناها معَ الدَّجنِ والبِلى |
|
رِياحٌ من الأصْباءِ هُوجٌ دوافنُ |
وقيل : سُمّيتْ صباً لأنّها تستقبل البيت فكأنّها تحنّ إليه.
ومن المجاز : وقعتْ صِبيان الجليد وهي ما تحبَّب منه كأنّه اللؤلؤ الصغار ، وغدوتُ أنفض صِبيان المطر وهي صِغار قَطره ؛ قال :
ضَارٍ غَدا ينفضُ صِبيانَ المَطَرْ
وقال :
فأضْحى وصِبيان الصَّقيعِ كأنّهُ |
|
جمانٌ بضَاحي جلدِهِ يَتَحَدّرُ |
وقال ابن مقبل :
تحَدَّرُ صِبيانُ الصَّبا فوْقَ مَتنهِ |
|
كما لاحَ في سلكٍ جمانٌ مُثقَّبُ |
ورواه صاحب الخصائل وغيره : صِئبان. واضطرب صَبِيّاه وهما ما استدقّ في طرفي اللَّحيين ممّا يلي الذَّقَن ؛ قال ذو الرُّمّة :
ترَى كلَّ شِرْواطٍ كأنَّ قَتودَها |
|
على مِكدَم عاري الصَّبيَّينِ صَائف |
وبه وجعٌ في صَبيِ قدمه وهو ما بين حِمارتها إلى الأصابع. وضربه بصَبيِ السَّيف وهو ما دون ظُبته ؛ قال الهذليّ :
بضرْبٍ يزيلُ الهامَ شدَّةُ وَقعِهِ |
|
بكلِّ حسامٍ ذي صَبيٍ ورَوْنَقِ |
وفلان يصبو إلى معالي الأمور. وأصبتْه المكارمُ ، وبه صبوة إليها ، وإن نفسه لتصبو إلى الخير.
صحب ـ هو صاحبي وصُوَيْحبي وهم صَحْبي وصُحبتي وأصحابي وأُصَيحابي وصِحابي وصَحابتي وصِحابتي وصُحباني ، وصَحِبتُه صُحبَةً وصَحابةً وصِحابةً ، وصحِبه فأحسن صَحابته ، وصاحبته صِحاباً كريماً ، واصطحبوا وتصاحبوا ، وهما خير صاحب ومصحوب ، ووجدته صاحبَ صِدقٍ ، وأصحبتُه فلاناً ، واستصحبتُه.
ومن المجاز : هو صاحبُ مال وعلم وكلِّ شيءٍ ، وفي كتاب العين : وصاحبُ كلِّ شيءٍ : ذُوهُ. وخرج وصاحباه : السّيف والرّمح. واستصحبتُ كتاباً لي. وصحِبك الله تعالى وصاحَبك ، وأحسن الله تعالى صَحابتك ، وامضِ مَصحوباً ومصاحَباً بمعنى مسلَّماً معافًى ، ومنه : (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) : يُعافون ويُحفضون ، ومنه : فلان ما يَتصحَّبُ من شيءٍ : ما يتوقى وما يستحي. وأصحبَ فلانٌ إذا بلغ ابنُه ومعناه كان فرداً فصار ذا صاحب. وأصحبَ الماءُ : طحلبَ أي صار ذا صاحبٍ وهو الطحلب. وأصحبَ له الرّجلُ والدابةُ إذا انقاد له ومعناه دخل في صحبته بعد أن كان نافراً عنه أو صار ذا صاحب وهو الانقياد بعد خلوِّه منه ، تقول : استصعبَ ثمّ أصحبَ ؛ قال امرؤ القيس :
ولَستُ بذي رَثْيَةٍ إمَّرٍ |
|
إذا قيدَ مُستكرَهاً أصحَبَا |
وأصحبتُه فهو مُصحَبٌ أي فعلتُ به ما جعلته صاحباً لي غير نافر عني. وأصحبتْه الطاعة وكان خِلواً منها. وأديمٌ مُصحَبٌ ، بالفتح : تُرك عليه شَعْره ولم يُعطن أي جُعل الشعر صاحباً له ، وقد أصحبتُ الأديمَ ، وأصحِبْ أديمك ، ويقال : أديمٌ مصحوبٌ أي صحبه شَعرُه لم يفارقه ، وعُود مُصحَبٌ : تُرك لحاؤه ولم يُقشر ؛ قال كثيّر :
تُباري حَراجيجاً عِتاقاً كأنّها |
|
شرائجُ معطوفٍ من القَضْبِ مُصْحَبِ |
صحح ـ صَحَ من علَّته ، ورجل صحيح وصَحاح ، وقوم صِحاح وأصحّاء وأصحّة. «والسَّفر مَصحَّة». وهو صحيح مُصِحٌ : صحيحٌ أهلُه وماله ، وقد أصحَ القومُ وهم مُصِحُّون. وفي الحديث : «لا يورِدنَّ ذو عاهة على مُصِحٍ». وأصحَّه الله تعالى وصحَّحه ، وأصحَ الله تعالى بدنك وصحَّح جسمَك. وسرنا في صَحْصَح من الأرض وصَحصَحانٍ وفي صَحاصِحَ.
ومن المجاز : صحَ عند القاضي حقُّه وصحَّتْ شهادته. وصحَ لي على فلان كذا. وصحَ قوله ، وأنا أستصِحُ ما يقول. وتقول : مذهب أهل العدل هو المذهب الصَّحيح وهو الحقُّ الصريح. وسائر المذاهب تُرَّهاتٌ صحاصِح لا سدائد ولا