وخُذْه بأصبارِهِ. وشربها بأصبارِها : كلّها. وفي الحديث : «سِدرة المنتهَى صُبْرُ الجنّة». أي أعلاها. وعنده صُبْرَةٌ من طعامٍ وصُبَرٌ. والمال بين يديه مُصَبَّرٌ. وأكلوا صَبِيرَ الخِوان وهو الرُّقاقة التي تبسط تحت الطعام. وشرِب من الصُّنْبورِ وهو قصبة الإداوة من صُفر أو حديدٍ يُشربُ منها. وإن فلاناً لصُنْبورٌ : فردٌ لا ولد له ولا أخ ، وأصله النخلة تبقى منفردة ويدقّ أصلها.
ومن المجاز : صَبَرْتُ يمينَه إذا حلَّفتَه جَهد القَسَم. ويمينٌ مصبورة. ويدي لا تَصْبِرُ على البردِ ، وهذا شجر لا يضرُّه البردُ وهو صابرٌ عليه. و «هو أصبرُ على الضَّرب من الأرض».
صبع ـ ما صَبَعَك علينا أي ما دلَّك. وصَبَعَ بأخيه وعلى أخيه : أشار إليه بإصبعِه مغتاباً. وصَبَعَ ما في الإناء : أراقه بين إصبعيه لئلّا يهراق. وصَبَعَ الدَّجاجةَ : أدخل يده لينظر أبها بَيْضٌ أم لا.
ومن المجاز : إن له على ماله إصبعاً. ورأيتُ على نَعَم بني فلان إصبعاً لهم أي يُشار إليها بالأصابع لحسنها وسمنها وحسن أثرهم فيها ؛ وقال لبيد :
مَن يبسط اللهُ علَيه إصبَعَا |
|
بالخَيرِ والشّرّ بأيٍّ أُولِعَا |
يَملأ لهُ منهُ ذَنوباً مُترَعَا |
وفي الحديث : «إن قلب العبد بين إصبعين من أصابع الرّحمن». ويقال لمن يتكبّر في ولايته : صَبَعَهُ الشيطان ، وأدركته أصابع الشيطان.
صبغ ـ صَبَغَ الثوبَ بصِباغٍ حَسنٍ وصِبْغٍ وهو ما يُصبغ به. وطائر أصْبَغُ ، وعنز صَبغاء وهو أن يبيضَّ طرفُ الذَّنَب أو يكون على لون يخالف لون الجسد.
ومن المجاز : نعم الصِّبغ والصِّباغُ الخَلُّ لأن الخبز يُغمس فيه ويُتلوَّن به. واصطبغَ بكذا. وكثرتِ الأصبِغةُ على مائدته.
وصبَغ يدَه بالعمل وبفنٍّ من العلم. وقال الله تعالى : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً). وتصبَّغَ فلان في الدِّين إذا حسُن دينه وتمكَّن فيه. وذَنَّبتِ الرُّطَبة وصبَّغتْ كما تقول : لوَّنتْ. وصَبَغَتِ الإبلُ مشافرَها في الماء : غمستها. وصَبَغْتُ يدي فيه ؛ قال :
قد صَبغَتْ مشافراً كالأشبارْ
وقد صبَغوني في عينك : غيَّروني عندك بإساءة قولهم فيَّ ؛ قال :
دعِ الشرّ وانزلْ بالنَّجاة تحَرُّزاً |
|
إذا أنتَ لم يصبُغْكَ في الشرِّ صابغ |
ولكن إذا ما الشرُّ أرْخى قِناعَهُ |
|
عليكَ فجوِّدْ دبغَ ما أنتَ دابغ |
أي إذا لم يدخلك فيه مدخل ولم يغمسك غامس. ويقال : انفلتَ وهو أصبغُ أي لثِقُ الذنَب من الفزع ، ومعناه أنّه أحدث فزعاً فصبغ الحدَثُ ذنبَه بلون يخالف جسدَه ، فهو أصبغ لذلك من قولهم : طائر أصبغ.
صبو ـ صَبَوْتُ إليه صُبُوّاً ، وبي صَبَوةٌ إليه. وفي فلان صَبوةٌ وهي جهلة الفتوَّة. وأصباه الهوى وتصبّاه ؛ قال ذو الرُّمّة :
ولوْ كلَّمتْ مستوْعِلاً في عَمايَةٍ |
|
تصَبَّاهُ من أعلى عَمايَةَ قِيلُها |
وتصابَى الشّيخُ. ورأيتُه في صِباه. وله صِبْية صغارٌ وأَصبِية وأُصَيْبِيَة وصِبيان ، وقد أصْبتِ المرأة : كثر صِبيانها ، وامرأة مُصْبٍ ومُصْبِيَةٌ ، ونساء مصبِيات. وصابَى الشيءَ : قلبه وأمالَه ؛ قال :
وفتيَةٍ غير أنكاسٍ بنَيْتُ لهُمْ |
|
على جيادِ قسيِّ النَّبعِ أبرادَا |
فقائلٌ منهُمُ صابَيتَ بِنْيَتَهُ |
|
وقائلٌ منهُمُ دعهُ فقد جادَا |
وصابيتَ هذا البيتَ إذا لم يُقمه في إنشاده. وما لك تُصابي الكلام : لا تُجريه على وجهه. وصابَى سيفَه وسكّينه : قَربه على غير وجهه المستقيم ، وتقول لمن يناولك السكّين : صابِ سكّينك أي اقلبه واجعل مَقبِضه إليَّ ، وتقول : إذا ناولتَ السكّين فصابِه وملْ إلى أخيك بنصابه. وصبَتِ الرِّيحُ : هبَّت صَباً ، كقولك : جنَبتْ وشَمَلتْ ؛ قال :
وأوفتْ لهُ والرَّيح تعدلُ متنهُ |
|
وتَقتادُه تَصبو عليهِ وتجنُبُ |