وصَبَ عليه سوطَ عذابٍ. وانصبَ البازي على الصَّيد ، والحيّة على الملدوغ. وصَبَ نفسه عليه. وصُبَ الذّئبُ على الغنم ؛ قال أبو النّجم :
مرَّ القطا صُبَ عليهِ أجدَلُهْ
وقال السَّمهريُّ بن أسد العُكْليّ :
لئن كان عُكْلٌ سرّها ما أصابني |
|
لقد كنتُ مصبوباً على ما يَريبُها |
أي إن سرّهم سَجني ، لقد كنتُ أسرِقُ منهم وكنتُ مصبوباً محثوثاً على ذلك. وصَبّ رِجلَه في القيد : قيَّده ؛ قال الفرزدق :
وما صَبَ رِجلي في حديدِ مُجاشع |
|
مع القَدْرِ إلّا حاجةٌ لي أريدُها |
ولم أدرك من العيش إلّا صُبابةً وإلّا صُباباتٍ. وتصاببتُ العيش : عشتُ بقيَّةً منه ؛ قال الشمّاخ :
لَقوْمٌ تصاببتُ المعيشةَ بعدَهم |
|
أعزُّ عليَّ من عِفَاءٍ تَغَيَّرَا |
أي فقدهم أشدّ عليّ من الشّيب.
صبح ـ أتيته صَباحاً وذا صباح وصَبيحة يوم كذا ، وآتيه أُصْبُوحَةَ كلِّ يومٍ وأُمسِيَّتَهُ ، وآتيه صَباحَ مَساءَ ، وأتانا لصُبْح خامسةٍ وصِبح خامسة ، وأصبح يفعل كذا. وهو فالق الإصباح ، وأنا أُصَبِّحُه وأُمَسِّيهِ ، وصَبَّحك الله تعالى بخير ومَسّاك به ، وصُبِّحَ فلانٌ : قيل له : صَبّحك الله تعالى ، والنّاس في تَصبيح الأمير ، وفلان يَتَصَبَّحُ ، وينام الصُّبْحَةَ ، والصُّبْحة : نومة الضُّحى. وشرِبَ الصَّبُوح. وصَبَحْتُه وغَبَقْتُه ، واصطبحَ واغتبقَ ، وهو صَبْحَانُ غَبْقانُ. وقرِّبْ تَصْبيحَنا : غداءنا ، وقرَّبَ إلى الضّيوف تصابيحهم. وفي حديث المبعث : «وكان يتيماً في حجر أبي طالب وكان يقرِّبُ إلى الصِّبيان تصبيحهم فيختلسون ويكُفُّ». ووجهٌ صَبيحٌ ، وقد صَبُحَ صَباحَةً. وفلان يتصابح ويتحاسن. وأَصْبِحْ لنا مِصباحاً : أسرجه. وفلان يستصبح بالشموع ، ويَستصبح بالسَّليط. وصُبَّتْ عليه الأصْبَحِيَّة وهي سِياط تُنْسَب إلى قَيْل يقال له : ذو أصْبَحَ. وأسدٌ أصْبَحُ : أحمر ، وأُسُودٌ صُبْحٌ.
ومن المجاز : هذا يوم الصَّباح ، ولقيتهم غداة الصَّبَاح وهو الغارة. وصَبَحَني فلانٌ الحَقَّ ومَحَضَنيه. وأَصْبحْ يا رجلُ : انتبه من غفلتك ؛ قال رؤبة :
بل أيّها القائلُ قوْلاً أقذَعا |
|
أصْبِحْ فمَن نادَى تميماً أسمعا |
كما يقال للنّائم : أصْبِحْ أي استيقظ ، وقد أصبحَ القومُ إذا استيقظوا وذلك في جوف اللّيل. ورأيتُ المصابيحَ تَزْهر في وجهه. وفي مثل : «أصْبِحْ لَيْلُ» ؛ وقال بشر :
كأخنسَ ناشِطٍ باتَتْ عليَه |
|
بِحَرْبةَ ليلَةٌ فيها جَهَامُ |
فباتَ يقولُ أصْبِحْ لَيْلُ حتى |
|
تجَلَّى عن صَريمَتهِ الظَّلامُ |
مخاطبة اللّيل وخطاب الوحشيّ مجازان.
صبر ـ صَبَرْتُ على ما أكره. وصَبَرْتُ عمّا أُحبّ ، وصابرته على كذا مصابرة ، وهو صَبِير القوم : للذي يَصبِر لهم ومعهم في أمورهم ، والصَّبْرُ أمرُّ من الصَّبِرِ ، وهو صَبور ومُصطبِر ومتصبِّر. وصَبَرْتُ نفسي على كذا : حبستها. وإنّه ليَصبِرني عن حاجتي أي يحبسني. واستصبرَ الشيءُ إذا اشتدَّ ، ومنه قيل للجَمَد : الصَّبْرُ والقطعة منه : صَبَرَةٌ. ونُهيَ عن المَصْبورة : البهيمة المحبوسة على الموت. ونُهِي عن صَبْرِ ذي الرّوح وهو الخِصاء. وكلُّ من حُبس لقتل أو حَلِفٍ فقد صُبِرَ ، وهو قتْلُ صَبْرٍ ويمينُ صَبْرٍ. وصَبَرْتُ بفلان : كفلت به ، وأنا به صَبِيرٌ. ووقعوا في أمِ صَبُّورٍ وأمِ صَبّارٍ : داهية ، وسلكوا أمَ صَبّارٍ وهي الحَرَّة ؛ قال حُميد :
ليسَ الشَّباب عليكَ الدّهر مرْتجعاً |
|
حتى تَعودَ كثيباً أمُ صَبَّار |
واصطبرتُ منه : اقتصصتُ. وفي حديث عثمان : «هذه يدي لعمّار فلْيصطبرْ».
وأصبرَني القاضي : أقصَّني. وملأ المكيالَ إلى أصْبَارِه. وأدهقَ الكأسَ إلى أَصْبارِها : حروفها ؛ وقال النّمر :
غَربتْ وباكرَها الشّيُّ بديمَةٍ |
|
وَطفاءَ تملؤها إلى أصبارِها |