تَضِبُ لثاثُ الخَيلِ في حَجَراتِها |
|
وتسمعُ من تحت العَجاجةِ أزْملا |
ومن المجاز : في قلبه ضَبٌ : غِلٌّ داخل كالضّبّ الممعن في جحره ؛ قال سابق البربريّ :
ولا تكُ ذا وجهين يُبدي بشاشةً |
|
وفي صَدره ضَبٌ من الغِلّ كامِنُ |
وقد أضبّ عليّ : غَلّ في قلبه ؛ وقال سُويد بن الصّامت :
أطافَتْ بفُحّالٍ كأنّ ضِبابَه |
|
بطونُ الموالي يوْم عيدٍ تَغدّتِ |
أراد طلعاً ضخماً استعار له الضِّباب ثمّ شبّهه ببطون الموالي وهذا من تناسي المستعير وتجاهله كأن الضِّباب حقيقةٌ. ومنه : تضبّب الصّبيُّ وتحلّم إذا أخذ فيه السِّمن. وعن بعض العرب : أخدمتُ صبياني خادماً فحضنتْهم حتى تضبّبوا. ويقولون : «فلان كفُ الضّبِ» إذا كان بخيلاً ، وكفّ الضّبّ مثل في القصر والصغر ؛ قال :
مناتينُ أبرامٌ كأنّ أكفّهم |
|
أكفُ ضِبابٍ أُنشقتْ في الحبائل |
ورجُلٌ خبٌ ضَبٌ : يشبَّه بالضبّ في خدعه ، يقال : «أخدع من ضبّ». وامرأة خَبّة ضَبّة ؛ وأنشد الجاحظ :
فجاءتْ تهابُ الذّمّ ليستْ بضبّة |
|
ولا سَلفع يلقَى مِراساً زميلُها |
وفي مثل : «أتُعْلِمني بضَبّ أنا حَرَشْته» إذا أخبره بأمر هو صاحبه ومتولّيه. وعلى بابه ضَبّة وضَبّات وضِبابٌ ، وبابٌ مضبَّب ، وأهل مكّة يسمّون المِزلاج : ضَبّةً. ولسكينه ضَبّة وهي الجُزْأة لأنّها تَشدّ النّصاب. وفلان تضِبّ لثاتُه لكذا وعلى كذا ويضِبّ فوه إذا اشتدّ حرصه عليه ، كقولهم : يتحلّب فوه ، كالرّجل يشتهي الحموضةَ فيتحلّب له فوه ؛ قال بشر :
وبَنو نُمَيرٍ قد لَقينا منهُمُ |
|
خيلاً تضِبُ لثاتُها للمغنمِ |
وقال عنترة :
أبَيْنا أبَيْنا أن تضِبّ لِثاتُكم |
|
على مُرشِقاتٍ كالظّباء عواطيا |
ضبث ـ ضَبَثَ الشيءَ وضَبَثَ عليه إذا قبض عليه وجسّه ؛ قال الطرمّاح :
وضبثةِ كفٍّ باشرَتْ ببنانِها |
|
صعيداً كفاه فَقْدَ ماء المُصافنِ |
أراد ضربة المتيمِّم. وضَبَثَ به : بطش به. ومنه قيل للأسد : الضَّبْثم لضبْثِه بالفريسة. ولطمَه الأسدُ بمَضابثه : بمخالبه. ووسم بعيره بضَبْثة الأسد وهي حلقة لها خطوط من قدّامها ومن ورائها. وبعير مضبوث.
ومن المجاز : ناقة ضَبوثٌ : شُكّ في سِمَنها فضُبِثتْ وإنّما جُعلت ضابثة لما بها من الداعي إلى الضَّبْثِ ومثلها الحَلوب والرَّكوب. وتقول : ليث بأقرانه ضابث وبأرواحهم عابث.
ضبح ـ ما سمعتُ إلّا نُباح الأكالب وضُباح الثعالب. وجاءت الخيلُ ضوابحَ ، وضَبْحُها : صوت أنفاسها عند العدْوِ.
ضبر ـ عنده أضابيرُ من الصّحف. وأضابيرُ من السّهام وإضبارةٌ منها. وقد ضَبَر كتبه وضبّرها. وضبَرتُ عليه الصخرَ وضبّرته. وضبرَ الفرسُ : جمع قوائمه ووثب ، وفرس ضَبُور وضَبْرٌ وضَبّار ؛ قال جرير :
وقد علمتْ بنو وقبانَ أنّي |
|
ضَبورُ الوَعثِ معتزمُ الخَبَارِ |
وبعير مضبور الظهر ، ومضبَّر الخَلْق : ملزَّزه. وأسد ضُبارم وضُبارمة : مضبَّر الخَلق ؛ قال ذو الرّمّة :
طويلُ النَّسا والأخدعين عُذافرٌ |
|
ضُبارمةٌ أوراكُهُ ومناكبُهْ |
وقدّموا إلى الحصون الضُّبورَ وهي الدبّابات.
ضبط ـ ضبط الشيءَ : لزمه لزوماً شديداً «وهو أضبط من الأعمى» «وأضبط من نملة». وأخذه فتأبّطه ثمّ تضبّطه. وتضبّطَ الذراعُ الشاقولَ حتى يُمدّ الحبلُ. وكان عمر ، رضي الله تعالى عنه ، أضبطَ وهو الأعسر اليَسَرُ ؛ قال الكُميت :
هو الأضبطُ الهوّاس فينا شَجاعَةً |
|
وفيمَن يُعاديه الهِجَفُّ المثقَّل |