وهو القيّم بأمرهم الذي عُرِف بذلك وشُهِر. وطعامٌ مُعَرَّفٌ : مأدوم بشيء من الإدام. والنّفس عارفة وعَروف أي صبور ؛ قال أبو ذؤيب :
فصَبرْتُ عارفَةً لذلك حُرّةً |
|
ترْسو إذا نفسُ الجبانِ تَطلَّعُ |
والعِرْفُ ، بالكسر : الصّبْر ؛ قال :
قل لابن قَيسٍ أخي الرُّقَيّاتِ |
|
ما أحسن العِرْفَ في المُصِيباتِ |
وعرَف الرّجلُ واعترف ؛ وأنشد الفرّاء يخاطب ناقته :
ما لك ترْغينَ وَلا ترْغو الخلِفْ |
|
وتَضجَرينَ والمَطيُ مُعترِفْ |
وقال أبو النّجم يصف مرَح ناقته وأنّها كانت نشيطةً اللّيلةَ كلّها وما ذَلّتْ إلّا عند الصّبح :
فما عرَفتْ للذُّلّ حتى تَعَطّفتْ |
|
بقَرْنٍ بدا من دارة الشّمسِ خارجِ |
وما أطيبَ عَرْفَه ، وعَرّفَ اللهُ الجنّةَ : طيّبها. وطار القطا عُرْفاً عُرْفاً أي متتابعةً. والضّبُعُ عَرْفاء. وعن سعيد بن جُبير : ما أكلتُ لحماً أطيب من مَعْرَفَة البِرْذَوْن. وفلان يَعرف الخيل أي يجُزّ أعرافها. ومن المستعار : أعرافُ الرّيح والسّحابِ والضَّباب : لأوائلها ؛ وقال :
وطارَ أعرافُ العَجاجِ فانتَصَبْ
واعرورفَ البحرُ : ارتفعتْ أمواجُه ؛ قال الحطيئة :
وهندٌ أتَى من دونها ذو غواربٍ |
|
يُقمّصُ بالبوصيّ مُعرَوْرِفٌ وَرْدُ |
وفيه نظر من قال :
خِضَمّ ترَى الأمواجَ فيهِ كأنّها |
|
إذا التطمتْ أعرافُ خيلٍ جوامحِ |
وأمِيلٌ أعرفُ : مرتَفِع ؛ قال العجّاج :
فانصاعَ مَذعوراً وما تَصَدّفَا |
|
كالبرْقِ يجتازُ أميلاً أعرَفَا |
واعرورَف فلان للشرّ : اشرأبّ له ، ومنه قوله : فإذا سمعتَ بحفيف الموكب المارّ تحرّكْتَ وانتعشت ونبتَ لك عُرْفٌ وانتفشت. وقُلّةٌ عَرْفاء : مرتفعة ؛ قال زهير :
ومَرقَبةٍ عَرْفاءَ أوفيتُ مُقصرَا |
|
لأسْتأنسَ الأشباحَ فيه وأنظُرَا |
من القَصْرِ وهو العشِيّ. إذا سال بك الغَرّاف لم ينفعك العَرّاف ؛ قال :
جعلتُ لعرّافِ اليمامةِ حُكمَه |
|
وعرّافِ نجدٍ إن هما شَفيَاني |
قال الجاحظ : هو دونَ الكاهن.
عرق ـ فلان مُعْرَقٌ له في الكرم أو اللّؤم ، وهو عَرِيقٌ فيه. وعَرّقَ فيه أعمامُه وأخوالُه وأعرقوا. وتداركَتْه أعراقُ صِدقٍ أو سوء ؛ قال :
جرَى طَلَقاً حتى إذا قيل قد جرَى |
|
تداركه أعراقُ سوء فبَلّدَا |
وفلان يعارق صاحبه : يفاخره بعِرقه. واستأصل الله تعالى عِرْقاتَهم وعِرْقاتِهم روي بالفتح والكسر. واعترقَتِ الشجرةُ واستعرقَتْ : ضَربتْ بعروقها. ويقال : لبَنٌ حديث العِرْق أي لم يتقادم فيمْسخَ طعمُه. وإذا ساقيتَ نديمَك فأعرِق له أي أقِلّ له المِزاج. وكأسٌ مُعْرَقة ؛ وأنشد أبو عبيدة :
رفعتُ برَأسه وكشَفتُ عنْهُ |
|
بمُعرَقةٍ مَلامَةَ من يَلومُ |
وعرّق في الإناء : جعل فيه ماء قليلاً ؛ قال :
لا تملإ الدّلوَ وعرِّقْ فيها |
|
أما ترَى حَبَار من يسقيها |
وجاؤوا بثريدة لها حِفافان من البَضْع وجَناحان من العُراق. وقيل لبنت الخُسِّ : ما أطيبُ العُراقِ؟ قالت : عُراقُ الغيث وذلك ما خرج من النّبات على أثر الغيث لأن الماشية تُحبّه فتسمَن عليه فيطيب عُرَاقُها. وما تركتِ السّنةُ لهم عظْماً إلّا تَعرّقته ؛ وأنشد سيبويه لجرير :
إذا بعضُ السّنين تَعرّقَتنا |
|
كفى الأيتَامَ فقدَ أبي اليتيم |