من الموت أحدٌ ؛ قال عديّ بن زيدٍ :
مَن رأيتَ المنون عَرّين أم مَن |
|
ذا عليهِ من أن يضامَ خفِيرُ |
وأنت عِرْوٌ من هذا الأمر وخِلْوٌ منه. وهو كلام منبوذٌ بالعَراء عند الخطباء والشّعراء. وشَمَالٌ عَرِيّة : باردة. وإنّ عَشِيّتَنَا هذه لعَرِيّة ، وأعرَينا فنحن مُعرُون أي بلغنا برْد العشيّ. ويقولون : أهلَكَ فقد أعرَيتَ. وعُرِيَ فهو مَعْروّ إذا وَجد البردَ ؛ قال أبو نُخَيلة :
فنحن فيهم والهوَى هواكِ |
|
نُعرَى فنَستَذري إلى ذَرَاكِ |
وعُرِيَ المحمومُ : أخذته العُرَواء وهي برد في رِعْدة.
ومن المستعار : عُرِيتُ إلى مال لي : بعتُه أشَدّ العُرَوَاء إذا بعتَه ثمّ استوحشتَ إليه وتبِعتْه نفسُك. وعُرِيَ هواهُ إلى كذا ، وإنّك لتُعْرَى إلى ذلك وتجادُ إليه. ونخلهم عَرايا أي موْهوبات يعرُونها النّاسَ لكرمهم. وتُستعار العُروةُ والعِروَةُ لما يوثق به ويُعوَّل عليه فيقال للمال النّفيس والفرس الكريم : لفلان عُرْوة. وللإبل عُروةٌ من الكلإ وعُلْقَة : لبقيّة تبقى منه بعد هَيْج النّبات تتعلّق بها لأنّها عِصمة لها تراغِم إليها وقد أُكل غيرُها ؛ قال لبيد :
خلعَ الملوكَ وسارَ تحتَ لوائِه |
|
شجرُ العُرَى وعُرَاعِرُ الأقوام |
أي هم عِصَمٌ للنّاس كالعِضاه التي تَعتصم بها الأموالُ. ويقال لقادة الجيش : العُرَى. والصّحابةُ رضوان الله عليهم عُرَى الإسلام ؛ وقول ذي الرّمّة :
كأنّ عُرَى المَرجانِ منها تعلّقتْ |
|
على أمّ خِشف من ظِباء المشاقِر |
أراد بالعُرى الأطواق. وزجره زجْر أبي عُروَة السّباعَ : كان يزجر الذئب فتنشقّ مرارتُه ويموت على المكان وكانوا يشقّون عن فؤاده فيجدونه قد خرج من غِشَائه. والعُروة من أسماء الأسد كُني به العبّاس بن عبد المطّلب رضي الله تعالى عنه.
عزب ـ يقال عَزَبَ عنه حِلمُه ، وأعزبَ حِلْمَه ، كقولك : أضلّ بعيرَه. وأعزَبَ اللهُ عقلك. وروضٌ عازِبٌ وعَزِيب. ومالٌ عَزَبٌ وجَشَرٌ. ولا يكون الكلأُ العازبُ إلّا بفلاةٍ حيث لا زَرْعَ. وفلان مِعْزابٌ ومِعْزابة : لمن عَزَبَ بإبله. ويقال : عزَبَ ظهرُ المرأةِ إذا أغابت.
ومن المستعار : قول النّابغة :
وصَدْرٍ أراحَ اللّيلُ عازبَ هَمّه |
|
تضاعفَ فيه الحزْن من كلّ جانب |
يا من يدُلّ عَزَباً على عَزَبْ |
ولك أن تقول : امرأة عَزَبَةٌ. والمِعْزابة : الذي طالت عُزوبته وتَمادتْ. ويقال : ليس لفلان امرأة تُعزّبه أي تذهب بعُزوبته ، ونحو أعزَبه وعزّبه : أمرضه ومرّضه في الإثبات والسّلب. ويقال لامرأة الرّجل : مُعزِّبَته. وأنشد يعقوب :
مُعزِّبتي عند القفا بعمودِها |
|
يكونُ نكيري أن أقولَ ذريني |
ومن المستعار : رَمْلٌ عَزَبٌ : منفرد. وفي الحديث : «من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عَزَّبَ». أي أبعدَ العهدَ بأوّله مِن عَزَبَ بإبله.
عزر ـ زمانُك العبدُ فيه معزَّزٌ موقَّر والحُرُّ معزَّر مُوقَّر ؛ الأوّل بمعنى المنصور المعظَّم والثاني بمعنى المضروب المهزَّم ؛ من قوله :
فوَيلُمِّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ على الحصَى |
|
فوُقّر بَزٌّ ما هنالك ضائِعُ |
عزز ـ «من عَزّ بَزّ» : من عزّه على أمره يعُزّه إذا غلبه. قد عازّني فعزَزْته. وجئْ به عَزّاً بَزّاً أي لا محالة. وسيلٌ عِزٌّ : غالبٌ. وأعززْ عليّ أن أراك بحال سَوْء. وعزّ عليّ أن أسوءك أي اشتدّ. وتقول للرّجل : أتحبّني؟ فيقول : لعزَّ ما ولشدَّ ما ولحقَّ ما. واستُعِزّ بالرّجل إذا أصيب بعَزَّاء وهي الشدّة من مرض أو موت أو غير ذلك. واستَعَزّ به المرضُ. واستعزّ الرّملُ : تماسك ؛ قال رؤبة :
إذا رَجا استعزازَهُ تَعقَّفَا
وقال القطامي يصف فحلاً :
أَنوفٌ حينَ يغضبُ مستَعِزٌّ |
|
جَنوحٌ يَستَبِدُّ بهِ العزيمُ |