وتعزّز لحمُ النّاقة : اشتدّ وصلُب. (فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) : قوَّينا. وعُزّزَ بهم أي شُدّدَ عليهم ولم يُرخَّص ، ومنه حديث عمر رضي الله تعالى عنه : أن قوماً اشتركوا في صيد فقالوا له : أعَلى كلّ واحد منّا جزاء أم هو جزاء واحدٌ؟ فقال : إنّه لمعزَّز بكم إذاً بل عليكم جزاء واحدٌ. وتقول : مَن حسُن منه العَزَاء هانت عليه العَزّاء. وأنا معتزّ ببني فلان ومستعِزّ بهم. وتقول : ما العَزوزُ كالفَتُوح ولا الجَرُور كالمَتُوح ؛ أي الضيّقة الإحليل كالواسعته والبعيدة القعر كالقريبته.
عزف ـ فلان عَزوفٌ وهو الذي لا يكاد يثبت على خُلّة خليل ؛ قال الفرزدق :
عزفتَ بأعشاشٍ وما كِدتَ تعزِفُ
وفلان ألهاه ضرب المعازف عن ضروب المعارف. وسلكتُ مفازةً للجنّ فيها عزيفٌ ، ثمّ نزلتُ بفلان فكأنّي نزلت بأبرق العَزّاف وهو يَسرَةَ طريقِ الكوفة قريباً من زَرودَ.
عزل ـ ما لي أراك في مَعزِلٍ عن أصحابك؟ وأنا بمعزِل من هذا الأمر. واعتزلتُ الباطلَ وتعزّلتُه ؛ قال الأحوص :
يا بيتَ عاتكَةَ الذي أتَعَزّلُ
وأراك أعزل عن الخير ؛ قال حسّان :
فإن كنتِ لا مني ولا من خَليقتي |
|
فمنكِ الذي أمسَى عن الخيرِ أعزَلا |
وأعوذ بالله من الأعزل على الأعزل أي من الرّجل الذي لا سلاح معه على الفرس المعوّج العسيب فهو يُميلُ ذنَبه إلى شقّ والعربُ تتشاءم به إذا كانت إمالته إلى اليمين ؛ قال امرؤ القيس :
ضليعٌ إذا استَدبرتَهُ سدَّ فَرجَهُ |
|
بضافٍ فُوَيقَ الأرضِ ليس بأعزَل |
عزم ـ اعتزم الفرسُ في عِنانه إذا مرّ جامحاً لا ينثني ؛ قال :
سَبوح إذا اعتَزَمَتْ في العِنان |
|
مَروح مُلملِمَة كالحَجَرْ |
وعزمتُ على الأمر واعتزمتُ عليه. وإنّ رأيَه لذو عَزيم. ورقَاه بعزائم القرآن وهي الآيات التي يُرجَى البرء ببركتها. ويقال للرُّقَى : العزائمُ. وعزَمتُ عليك لَمّا فعلتَ كذا بمعنى أقسمتُ.
عزه ـ هو عِزْهاةٌ عن اللهو والنِّساء إذا لم يُرِدهنّ ورغِب عنهنّ ؛ قال :
إذا كنت عِزهاةً عن اللهوِ والصِّبَا |
|
فكن حجَراً من يابس الصّخرِ جلمدَا |
عزو ـ إن فلاناً ليُعزَى إلى الخير ويَعتَزِي إليه ، وهذا الحديث يُعزَى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ورأيتُهم حولَه عِزِينَ أي جماعات ؛ قال في صفة حيّة :
خُلقَتْ نواجذُهُ عِزينَ ورَأسُه |
|
كالقُرْص فُلْطِحَ من طَحينِ شَعيرِ |
عسب ـ هذا يَعسوبُ قومِه : لرئيسهم. وعن عليّ رضياللهعنه في عبد الرحمن بن عَتّاب وقد قُتل يومَ الجمَل : لهفي عليك يَعسوبَ قريش.
وقال في فساد الزمان : فإذا كان كذلك ضرب يَعسوبُ الدّين بذنَبه ، وهو مستعار من يَعسوب النّحل وهو فحلها ، يَفْعُولٌ من العَسْبِ وهو الضِّرابُ. يقال قطع اللهُ تعالى عَسْبَه أي نَسْله.
عسر ـ عَسِرَتْ عليَّ حاجتي عَسَراً وتَعَسَّرَتْ واستعسرت : التاثَتْ. وعَسِر عليّ فلانٌ : خالفني. ورجُل عَسِر وهو نقيض السّهل ، وأمر عَسيرٌ. ولا تَعْسُرْ غريمك ولا تَعْسِرْهُ : لا تأخذه على عُسْرة ولا تطالبه إلّا برفق. وخذ ميسورَه ودع معسورَه ، ويسّره اللهُ للعُسْرَى ولا وفّقه لليُسرى. ويقال في الدّعاء للمطلوقة : أيسَرْتِ وأذكَرْتِ ، وعليها : أعسَرْتِ وآنثْتِ. واعتسرْتُ الكلامَ إذا تكلّمتَ به قبل أن تروزَه ؛ قال الجَعديّ :
فدغْ ذا وعَدّ إلى غَيرِه |
|
وشرّ المقالةِ ما يُعْتَسرْ |
وهو مستعار من اعتسار النّاقة وهو ركوبها عَسِيراً غير مَروضة.
عسس ـ بات فلان يَعُسّ أي ينفُض اللّيلَ عن أهل الرّيبة ، وهو عاسٌ وجمعه عَسَسٌ ، وأُخِذ فلان في العَسَس ، ومنه قيل للذئب : العسّاس. وذهب يعُسّ صاحبَه أي يطلبه.