قد عقَرتْ بالقومِ أختُ الخزْرج
وإن بني فلان عقَروا مراعيَ القوم إذا قطعوها وأفسدوها. وتعاقرتِ الأعرابُ. ومعاقرة سُحيمٍ وغالب. وما زال يعاقرها حتى صرعته أي يُدمن شربَها. وقد عاقَر الشَّرْبَ فما يفارقهم أي لازمهم. وبينهم معاقَرةٌ بمعنى المشاتمة والمنافَرة. وسَمّى أبو عبيدة كتابه فيما جرى بين فَحْلَيْ مُضَرَ والشعراء : كتابَ المعاقراتِ. وتقول : إيّاك والمُعاقَرَه فإنّها أمُ المعاقَرَة.
عقص ـ نِسوة مائلاتُ العقائِص ، والعقِيصة : خُصلة تأخذها المرأةُ من شَعرها فتلويها ثمّ تعقِدها حتى يبقى فيها التواء ثمّ ترسلها ، وقد عقَصَتْ شَعرَها ؛ قال ذو الرّمّة :
فعَيناك منها والدّلالُ دلالُها |
|
وجيدُك إلّا أنّه في العقائِص |
وقال رجل من الأزْد :
لياليَ لا أزالُ كأنّ حَقّاً |
|
عليّ لكلّ مائلةِ العِقَاص |
أي العَقائص ، والعِقاص أيضاً : ما يُعقَص به. وفي قَرْن الشّاة عَقَصٌ أي التواء ، وهي عَقْصَاء القَرْن.
ومن المجاز : عقَّص أمره تعقِيصاً : لواه. وهو عَقِص الخُلُق : ملتويه ؛ وقال ذو الرّمّة :
ولا عَقِصاً بحاجَتِهِ ولكِن |
|
عَطاء لم يكُن عِدَةً مِطَالا |
وقد عَقِصَتْ عليّ دابّتي إذا حَرَنتْ.
عقف ـ خرج وبيده عُقّافَة وهي المِحْجَن. وعقَفَه فانعقف ، نحو عطَفه فانعطف ، وعُودٌ مَعْقوف وأعقَفُ. وأعرابيّ أعقَف : جَافٍ.
عقق ـ ما أعقّه لأبيه. وتقول : فلانٌ هيّن المَبرّة شديد المعَقّة ؛ قال :
أحلامُ عادٍ وأجسادٌ مُطَهَّرَةٌ |
|
من المَعَقَّة والآفاتِ والأَثَم |
«وذُق عُقَقُ». مثلُكَ في وادي العُقُوق «أعزّ من الأبلَق العَقُوق» ؛ وهي الحامل التي نبتت العَقِيقة وهي الشّعر على ولدها ، وقد أعقّتْ فهي مُعِقٌ وعَقُوق. ويقال : أهشُّ من نوَى العَقوق وهو نوًى هَشّ ليّن الممْضَغَة تُعْلَفُه العَقُوقُ إلطافاً بها. وتقول : ما أدري شِمْتَ عَقِيقَه أم شمتُ عَقيقه ؛ أي سللتَ سيفاً أم نظرتُ إلى بَرْقٍ وهي البَرْقَة التي تستطيل في عُرْض السّحاب ، ولقد أكثروا استعارتها للسَّيْف حتى جعلوها من أسمائه ، فقالوا : سلّوا عقائق كالعقائِق ؛ ونحوه قول بشر بن أبي خازِم :
رأى دُرّةً بيضاءَ يَحْفل لوْنَها |
|
سُخامٌ كغِرْبانِ البَرير المقصَّبِ |
وهي عناقيده. وانعَقّ البرقُ : تسرّب في السّحاب. وفي كلام أعرابيّة : سحماءُ عقّاقه كأنّها حِوَلاءُ ناقه.
عقل ـ «ذهب طُولاً وعَدِم معقولاً» ؛ قال الرّاعي :
حتى إذا لم يتركوا لعِظامه |
|
لَحْماً ولا لفؤاده معقُولا |
وتقول : ما لفلان مَقول ولا معقول. وما فعلتُ كذا منذ عَقَلْتُ. وعقَل فلان بعد الصِّبا أي عرَف الخطأ الذي كان عليه. وهذا مريض لا يعقِل. إن المعرفة لتنفع عند الكلب العقور فكيف عند الرّجل العَقول. وتقول : ما ينفع التحصّن بالعُقول ما ينفع التمسّك بالعُقول ؛ أي المعاقل ؛ قال أُحَيْحةُ :
وقد أعدَدتُ للحَدَثانِ حِصْناً |
|
لوَ انّ المَرء تَنفعه العُقُول |
أي المعاقِل. واعتُقِلَ لسانُه إذا لم يقدر على الكلام ؛ قال ذو الرّمّة :
ومعتَقَلُ اللّسانِ بغيرِ خَبْلٍ |
|
يَمِيدُ كأنّهُ رَجُلٌ أمِيم |
واعتقلَ الفارسُ رمحَه : وضعه بين ركابه وسَرْجه. واعتقل الرّحْلَ والسرجَ وتَعقّلهما إذا ثنى رجْله على القَرَبوس أو القادمة ؛ قال ذو الرّمّة :
أطلتُ اعتقالَ الرّحلِ في مدلَهِمّها |
|
إذا شُرُكُ المَوْماةِ أودى نظامُها |
وقال النّابغة :
متعقِّلين قوادِمَ الأكوار
واعتقلَ الشّاةَ : وضع رجْلها بين فخذه وساقه فاحتلبها.