من باب فَزَّع وجَلَّد. وتقول : لبستُه على غَثيثَه ونفس خبيثه ؛ أي على فَساد عَقل ، من قولهم : جَمعتِ الجِراحةُ غَثيثَتها وهي المِدَّة ، وقد أغثَّتْ. ويقال : أنا أتغثَّتُ ما أنا عليه وأستغِثُّه حتى أستَسْمِنَ يعني العمل الدُّون حتى آخُذ الكبيرَ.
غثر ـ فلان من الغوغاء والغُثاءِ والغَثراء ، ويقال لهم : الغَثَرُ والغَثَرَةُ. وفي حديث عثمان رضي الله تعالى عنه : إن هؤلاء النَّفَر رَعاع غَثَرَةٌ. وأكلتهم الغَثْراء وهي الضَّبُعُ أي هلكوا ، سُمّيتْ لغُثْرَةٍ في لونها وهي كُدْرَة في غُبْرَة.
غثي ـ فلان ما له غُثَاء وعَمَله هَبَاء وسَعْيه جُفَاء.
غدد ـ «أغُدَّةً كغُدَّةِ البعير». وتقول : في كلامه غُدَد لها حَجْمٌ وعَدَد ، وقد أغدّ البعير فهو مُغِدّ ، ويستعار فيقال : أغَدَّ الرّجلُ فهو مُغِدّ إذا انتفخ من الغضب كأنّه بعير به غُدَّة. وتقول : ما لي أراك مُغِدّاً مُسمَغِدّاً.
غدر ـ يا غُدَرُ ويا لَغُدَرُ ويا غَدَارِ. وتقول : استغزرت الذِّهاب واستغدرت اللِّهاب ؛ أي صارت غُزْراً وغُدُراً ، والذِّهْبَة : مَطْرة شديدة سريعة الذَّهاب ، واللِّهْب : مَهْواةُ ما بين الجبلين.
ومن المجاز : سَنَة غَدّارة إذا كثر مَطرُها وقلّ نباتُها. وفلان ثابت الغَدَرِ إذا ثبت في القتال والخِصام ، وأصل الغَدَرِ : اللّخاقيق كأنّه يَغْدِر بسالكه ، الواحدة : غَدَرَةٌ.
غدف ـ أغدفَتْ دوني قِناعَها وأغدفتْ سِتْرها إذا أرسلتْه. وأُغْدِفَ بالصّيد إذا أُلقِيتْ عليه الشّبكة فأُحِيط به. وفي الحديث : «إنّ قلب المؤمن أشدّ اضطراباً من الذّنْب يصيبه من العصفور حين يُغْدَف به». وأغدَف بالمرأة : دخل بها ؛ أنشد الجاحظُ :
يَبيتُ أبوكَ بها مُغْدِفاً |
|
كما ساوَرَ الهِرَّةَ الثّعْلَبُ |
ومن المجاز : أغدَف اللّيلُ إذا أرخى سُدولَه وأظلَم ، ومنه الغُداف : للغراب الأسود وللشَّعَر ، يقال : شَعر غُداف كأنّه غُداف. وأغْدَفَ البحرُ : اعتكرتْ أمواجُه. وتقول : أتيتُه حين أسْدَف اللّيلُ وأسجف وأرخى قناعَه وأغدف.
غدق ـ تقول : لمَعَتْ بُرُوقٌ صَوَادِق فهَمَعتْ سحابٌ غَوَادِق ؛ قال الطرمّاحُ :
فلا حَمَلَتْ بَصريَّةٌ بعد موْته |
|
جَنيناً ولا أمَّلْنَ سيْبَ الغَوادِق |
وماء غَدِقٌ وغَدَقٌ : كثير ، وقد غَدِق غَدَقاً. ومكان غَدِق ومُغْدِق : كثير الماء مخصب. وعيش غَدِق ومُغْدق وغَيْدق وغَيْداق : واسع. وهم في غَدَقٍ من العيش. وعام وغيْث غَيْدق. وتقول : وَدَقتِ السّماء فأدَرَّت الغَدَق وأقَرَّت الحَدَق. وفلان ملآن كالعينِ الغَدِيقه في حدّ الوَديقه.
غدن ـ أتذكُر إذ شَعرك غُدافيّ وشبابك غُدَانيّ ؛ وهو النّاعم ؛ قال رؤبة :
بَعْدَ غُدَانيّ الشّبابِ الأبْلَهِ
غدو ـ أتردّد إليه بالغَدَوات والعَشِيّات ، وآتيه بالغَدَايا والعَشَايا. وهو ابن غَدَاتَين أي ابن يومين ؛ قال ابن مُقْبل :
إبن غداتين موْشِيٌّ أكارِعُه |
|
لمّا تُشَدّدْ به الأرْساغُ والزُّمَعُ |
وقد أغتَدي والطّيرُ في وكَناتِها |
واركب إليه غُدَيّةً. وغاديْتُه مع صَدْح الدّيك ، وغادَوْنا بالقتال. واغْدُ عني بمعنى اذهب. ونشأتْ غادِيَة وادِقَة ، وسقتْك الغوادي الغوادق. وهذا الطّعام لا يُغَدِّيني ولا يعشّيني ، وهو عندنا غَدْيان وعَشْيان ، وهي غديانة وعشيانة. وتقول : فلان يغاديه ويراوحه ثمّ يُعاديه ويُكاوحه.
ومن المجاز : قول أرْبَدَ لعامرٍ : هل لك أن نتغَدّى به قبل أن يتعشّى بنا؟ : يريد أن نُهلِكه قبل أن يُهلِكنا.
غذذ ـ دعاني فجئتُه مُغِذّاً. وبتُ أُغِذّ والسّماء تُرِذّ ؛ قال :
أغذَّ بها الإدْلاجَ كلُّ شَمَرْدَلٍ |
|
من القوْمِ ضرْبِ اللّحم عاري الأشاجع |
ورأيتُ مهزُوماً يُغِذّ وجرحُه يَغِذّ ؛ أي يسيل ، يقال : به غاذٌّ أي جُرح لا يَرْقأ. وفي الحديث في ذكر المدينة : «لتَدَعُنَّها أربعين عاماً حتى يدخل الكلبُ أو الذّئب فيُغَذّي على سَوَاري المسجد» ، يقال : غَذّى ببوله إذا رمى به دَفعةً دفعةً. وعن أبي البيداء : سمعتُ شيخاً بالبادية يقول : لا تُقْبَل