من الشدائد في الدنيا والآخرة ، والفداء العظيم بالكبش ، والثناء الحسن بين الأمم والسلام من الله ، وبشارته بولد آخر ، وجعل أكثر الأنبياء من بني إسرائيل وغيرهم من ذريته وذرية إسحاق وإسماعيل.
٨ ـ الفداء بالكبش دليل ـ كما تقدم ـ على أن الأضحية بالغنم أفضل من الإبل والبقر.
واختلف العلماء : هل الأضحية أفضل أو الصدقة بثمنها؟ قال مالك وأصحابه : الضحية أفضل إلا بمنى ، لأنه ليس موضع الأضحية. وقال أصحاب الرأي : إن الضحية أفضل ، كذلك قال أحمد بن حنبل : الضحية أفضل من الصدقة ، لأن الضحية سنة مؤكدة كصلاة العيد. ومعلوم أن صلاة العيد أفضل من سائر النوافل ، وكذلك صلوات السنن أفضل من التطوع كله.
وقد روي في فضل الضحايا آثار حسان ، منها ما خرّجه الترمذي عن عائشة أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : «ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحبّ إلى الله من إهراق الدم ، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض ، فطيبوا بها نفسا».
والأضحية عند الجمهور ليست بواجبة ، ولكنها سنة ومعروف.
وقال أبو حنيفة : الأضحية واجبة على المقيمين الواجدين من أهل الأمصار ، ولا تجب على المسافر. وخالفه أبو يوسف ومحمد ، فقالا : ليست بواجبة ولكنها سنة ، غير مرخص لمن وجد السبيل إليها في تركها.
والذي يضحى به بإجماع المسلمين : الأزواج الثمانية : وهي الضأن والمعز والإبل والبقر. والأخيران يجزئ الواحد منهما عن سبعة.
ويتّقى من الضحايا ـ كما روى الخمسة (أحمد وأصحاب السنن الأربعة) عن