الإعراب :
(اللهَ رَبَّكُمْ .. اللهَ) : منصوب على أنه بدل من قوله تعالى : (أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) ويقرأ بالرفع على الابتداء ، و (رَبَّكُمْ) : الخبر.
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) مفعول (تَرَكْنا) محذوف ، تقديره : وتركنا عليه في الآخرين الثناء الحسن ، ثم ابتدأ فقال : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ).
(سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ سَلامٌ) : مبتدأ ، وخبره الجار والمجرور بعده ، والجملة في موضع نصب ب (تَرَكْنا). و (إِلْ ياسِينَ) : إما لغة في إلياس كميكال وميكائيل ، وإما جمع (إلياسي) فحذف ياء النسب ، كالأعجميين والأشعريين ، وإنما حذفت لثقلها وثقل الجمع ، وقد تحذف هذه في جمع التكسير ، وفي جمع التصحيح مثل المهالبة جمع المهالبيّ.
البلاغة :
(تَدْعُونَ وَتَذَرُونَ) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(إِلْياسَ) أحد أنبياء بني إسرائيل ، وهو إلياس بن ياسين سبط هارون أخ موسى ، بعث بعده ، أرسل إلى قوم في بعلبك ونحوها. (إِذْ) منصوب بفعل مقدر هو : اذكر. (قالَ لِقَوْمِهِ : أَلا تَتَّقُونَ) أي تتقون الله ، فتعبدونه ، وتتركون ما ينهاكم الله عنه من الشرك والمعاصي ، فتأمنون عذاب الله. (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) أي أتعبدون بعلا وهو اسم لصنم من ذهب ، كان لأهل بعلبك ، وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى (بك) في لبنان. (وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) تتركون عبادة الله تعالى الذي هو أحسن المصورين الخالقين.
(اللهَ رَبَّكُمْ ..) الذي يربيكم بنعمه بعد أن أوجدكم من العدم ، أنتم وأجدادكم ، فهو الذي تحقّ له العبادة. (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) الذين اصطفاهم الله للطاعة ، وأخلصوا لله العبادة ، فهم ناجون من العذاب. (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) أبقينا عليه ثناء حسنا.
(سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) أي سلام منا على إلياس ، أو عليه وعلى قومه الذين آمنوا معه ، فجمعوا تغليبا ، كقولهم للمهلب وقومه : المهلبون. وقرئ : آل ياسين بالمد ، والمراد به أهل إلياس. (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أي مثل ذلك الجزاء نجزي كل من أحسن عمله لله. (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) علة الإحسان المتقدم.