التفسير والبيان :
(وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) أي وإن لوطا من الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى قومه (أهل سدوم) لارتكابهم الفواحش ، فنصحهم فأبوا نصحه ، فأهلكهم الله بالزلزال أو بالصيحة والحجارة المحرقة ، فجعل بلادهم عاليها سافلها ، ونجاه وأهله الذين آمنوا به إلا امرأته ، كما قال تعالى :
(إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ، إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) أي نجينا لوطا وأهله المؤمنين به جميعا ، إلا امرأته ، فإنها هلكت وبقيت في العذاب ، لرضاها بفعل القوم ، وتواطؤها معهم على القوم الذين يأتون إلى لوط عليهالسلام.
(ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) أي ثم أهلكنا قومه الذين كذّبوا برسالته وهم أهل الفاحشة (اللواط) عدا من نجيناهم.
وهنا نبّه الله تعالى مشركي مكة إلى الاعتبار بمصير هؤلاء المكذبين العصاة ، فقال :
(وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ ، أَفَلا تَعْقِلُونَ) أي وإنكم يا أهل مكة تمرون على منازلهم التي فيها آثار العذاب في وقت الصباح ، أي بالنهار ذهابا إلى الشام ، وفي الليل أثناء رجوعكم من الشام أفلا تتدبرون بعقل واع ، وتتعظون بما تشاهدونه في ديارهم من آثار التدمير وعقوبة الله النازلة بهم ، فتخافوا من أن يحلّ بكم نفس العذاب ، وتصيروا إلى مثل المصير ، لمخالفتهم رسولهم.
وأشار الله تعالى إلى الصباح والليل ، لأن المسافر في أكثر الأمر إنما يمشي في الليل وفي أول النهار.
فقه الحياة أو الأحكام :
يقص الله تعالى قصص الأنبياء السابقين للعظة والعبرة ، ومن هذه