وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (٢٤) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (٢٥) يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (٢٦))
الإعراب :
(إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ إِذْ دَخَلُوا .. إِذْ) الأولى تتعلق ب (نَبَأُ) و (تَسَوَّرُوا) بلفظ الجمع ، لأن الخصم مصدر يصلح للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث ، فجمع حملا على المعنى. و (إِذْ) الثانية : بدل من الأولى. و (خَصْمانِ) خبر مبتدأ محذوف تقديره : نحن خصمان ، فحذف المبتدأ.
(وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ) عزّني بالتشديد على الأصل من عزّه : إذا غلبه ، وقرئ بالتخفيف على أنه مخفف من المشدد ، كما يقال في «ربّ : رب». والخطاب : مصدر خاطب أو مصدر خطب ، نحو الأول : ضارب ضرابا ، ونحو الثاني كتب كتابا.
(بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ) تقديره : بسؤاله إياك نعجتك ، فحذف الهاء التي هي فاعل في المعنى ، والمفعول الأول ، وأضاف المصدر إلى المفعول الثاني (الْخُلَطاءِ) جمع خليط بوزن فعيل صفة فيجمع على فعلاء إلا إن كان فيه واو فيجمع على فعاة ، نحو طويل وطوال.
(وَقَلِيلٌ ما هُمْ بَعْضُهُمْ) : مبتدأ ، و (قَلِيلٌ) : خبره ، و (ما) زائدة ، (وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ) أي تيقن ، وقرئ (فَتَنَّاهُ) بالتخفيف ، أراد به فتنة الملكين. (فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ ذلِكَ) منصوب ب غفرنا ، ويصح جعله خبر مبتدأ محذوف أي الأمر ذلك.
البلاغة :
(يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) بينهما طباق ، لأن المراد بهما المساء والصباح.
(وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ) ورد بأسلوب التشويق.
(وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ، إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ..) ورد بأسلوب الإطناب.