صلي الله عليه وآله وسلم : «يجاء بالإمام الجائر الخائن يوم القيامة ، فتخاصمه الرعية ، فيفلحون عليه ، فيقال له : سدّ ركنا من أركان جهنم».
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى الآتي :
١ ـ القرآن الكريم كتاب شامل كامل لم يترك شيئا من أمر الدنيا والآخرة إلا بينه وأجلاه ، حتى بالأمثال الموضحة للناس معانيه ومراميه ، قال تعالى : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام ٦ / ٣٨].
والقرآن الكريم عظة وتذكير ، وسبب اتقاء الكفر وتكذيب الرسل. وخواصه : أنه قرآن متلو في المحاريب وغيرها إلى يوم القيامة ، ونزل بلسان عربي مبين ، ولا تناقض ولا اختلاف فيه.
٢ ـ إن مذهب المشركين في عبادة الأوثان وتعدد الآلهة فاسد باطل لا يقبله عاقل صحيح العقل ، ومن عوامل بطلانه وتهافته أنه لا يحقق لذويه غاياتهم ، وأبسط دليل على ذلك هو هذا المثل الذي ضربه القرآن هنا للمؤمن الموحد والكافر المشرك.
مثل الأول الذي يعبد الله وحده : مثل رجل عبد مملوك لسيد واحد ، يستطيع إرضاءه وتحقيق مراده. ومثل الثاني الذي يعبد آلهة متعددة : مثل رجل عبد مملوك لعدة شركاء ، يطلبون منه في الخدمة مطالب متعارضة ، فكيف يستطيع إرضاء الكل؟ وأخلاقهم متباينة ، ونياتهم متغايرة ، لا يلقاه أحد إلا استخدمه في حوائجه الخاصة ، فتراه يلقى منهم العناء والنصّب والتعب الشديد ، وهو مع ذلك لا يرضي واحدا منهم بخدمته ، لكثرة الحقوق والواجبات الملقاة على عاتقه ، مما يجعله ينفر ويأبق ويهرب ولا يستمر على هذا النحو من العذاب.