الكافية من العمر للبحث والنظر والتفكير الصحيح ، فإذا طالت أعمارهم بعدئذ أكثر من ذلك ، فلن يفيدهم طول العمر شيئا. وفي هذا قطع لأعذارهم بأنه لم تتوافر لديهم الفرصة المواتية للبحث والنظر.
والآية مثل : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ ، وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم ٣٠ / ٥٤].
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يلي :
١ ـ إن سياسة العزل للمجرمين ستطبق في الآخرة بنحو تام وشامل ، فيميز المجرمون عن المؤمنين ، تحقيرا لهم ، وإعدادا لسوقهم إلى نار جهنم ، وذلك حين يؤمر بأهل الجنة إلى الجنة ، فيقال لهم : اخرجوا من جملتهم.
وقال الضحاك : يمتاز المجرمون بعضهم من بعض ، فيمتاز اليهود فرقة ، والنصارى فرقة ، والمجوس فرقة ، والصابئون فرقة ، وعبدة الأوثان فرقة.
٢ ـ يعاتب الكفار سلفا في الدنيا قبل أن يعاقبوا في الآخرة ، فيقال لهم من جهة الحق : ألم أوصكم وأبلّغكم على ألسنة الرسل ألا تطيعوا الشيطان في معصيتي ، وأن توحدوني وتعبدوني ، فإن عبادتي دين قويم.
٣ ـ يؤكد تعالى تحذيره من الشيطان قائلا : لقد أغوى الشيطان بوساوسه خلقا كثيرا ، أفلا تعتبرون بالآخرين ، وألا تعقلون عداوته ، وتعلموا أن الواجب طاعة الله تعالى.
٤ ـ وتقول خزنة جهنم للكفار : هذه جهنم التي وعدتم ، فكذبتم بها. روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : «إذا كان يوم القيامة ، جمع الله الإنس