التفسير والبيان :
(أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) أهذا المذكور من نعيم الجنة وما فيها مآكل ومشارب وملاذ وغيرها خير ضيافة وعطاء ، أم شجرة الزقوم ذات الطعم المرّ الشنيع ، التي في جهنم؟ وهذا نوع من التهكم والسخرية بهم ، فهو طعام أهل النار يتزقمونه ، وهو نزلهم وضيافتهم.
(إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) أي إنا جعلنا تلك الشجرة اختبارا للكافرين ، حين افتتنوا بها وكذبوا بوجودها ، فقالوا : كيف تكون الشجرة في النار ، والنار تحرق ما فيها؟
وهذا الاستبعاد لجهلهم بأن بعض الأشياء غير قابل للاحتراق ، ولأنهم لم يعلموا ولم يلاحظوا أن من قدر على خلق إنسان يعيش في النار ، فهو أقدر على خلق شجر فيها لا يحترق.
وصفات تلك الشجرة ما قاله تعالى :
١ ـ (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) أي إنها شجرة تنبت في قعر النار وقرار جهنم ، وترتفع أغصانها إلى دركاتها.
٢ ـ (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ) أي إن ثمرها وما تحملها كأنه في تناهي قبحه وشناعة منظره كأنه رؤوس الشياطين ، تبشيعا لها وتكريها لذكرها ، فشبّه المحسوس بالمتخيل غير المرئي ، والعرب تشبّه قبيح الوجه بالشيطان ، وتشبه جميل الصورة بالملك ، كما جاء في القرآن حكاية على لسان صواحبات يوسف عليهالسلام : (ما هذا بَشَراً ، إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) [يوسف ١٢ / ٣١].
وقيل : إن الشياطين هي حيّات لها رؤوس وأعراف ، وهي من أقبح الحيات.