المفردات اللغوية :
(خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) هذا مقول المشركين ، أي خلقهن ذو العزة والعلم (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) استئناف من الله تعالى ، المهد : الفراش ، كالمهد للصبي ، فتستقرون فيها (سُبُلاً) : طرقا ، جمع سبيل ، أي طريق (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) لكي تهتدوا إلى مقاصدكم أو إلى حكمة الصانع بالنظر في ذلك.
(بِقَدَرٍ) بمقدار أو تقدير ينفع ولا يضر ، بحسب الحاجة ، ولم يجعله طوفانا (فَأَنْشَرْنا) أحيينا (بَلْدَةً مَيْتاً) خالية من النبات ، وتذكير كلمة «ميت» لأن البلدة بمعنى البلد والمكان (كَذلِكَ) مثل ذلك الإنشار (الإحياء) (تُخْرَجُونَ) من قبوركم أحياء.
(وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) أصناف المخلوقات (الْفُلْكِ) السفن (وَالْأَنْعامِ) الإبل والبقر والغنم (لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ) لتستقروا على ظهور ما تركبون (سَخَّرَ) ذلل (مُقْرِنِينَ) مطيقين ، مأخوذ من أقرن الشيء : إذا أطاقه ، وأصله : وجده قرينه (لَمُنْقَلِبُونَ) راجعون ، فالنقلة العظمى هي الانقلاب إلى الله تعالى ، لتجازى كل نفس بما كسبت.
المناسبة :
هذه الآيات تذكير للمشركين المسرفين في أعمالهم وإعراضهم عن القرآن بأنهم يقرون بوجود الخالق ، وتذكير لهم أيضا بنعم الله ومصنوعاته وصفاته التي عدّد منها هنا ثماني صفات ، ثم أردفها بتعليم عباده ذكر الله في قلوبهم وعلى ألسنتهم ، فعنه صلىاللهعليهوسلم : أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال : بسم الله ، فإذا استوى على الدابة قال : الحمد لله على كل حال (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا) ـ إلى قوله ـ (وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ).
التفسير والبيان :
ذكر الله تعالى في هذه الآيات كما أشرت ثماني صفات له وهي :
١ ـ ٣ : كونه خالقا للسموات والأرض ، العزيز ، العليم : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ : خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) أي تالله لئن سألت