يَجْمَعُونَ (٣٢) وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (٣٤) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (٣٥))
الإعراب :
(مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ) أي من إحدى القريتين ، فحذف المضاف ، وأراد ب (الْقَرْيَتَيْنِ) : مكة والطائف.
(لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً لِبُيُوتِهِمْ) : بدل من (لِمَنْ) بإعادة الجار ، بدل الاشتمال ، وقرئ «سقفا» و «سقفا» فسقف : جمع سقف ، نحو رهن ورهن. وسقف : واحد ناب مناب الجمع.
(وَزُخْرُفاً) إما منصوب بفعل مقدر ، أي وجعلنا لهم زخرفا ، أو معطوف على موضع قوله تعالى : (مِنْ فِضَّةٍ). (وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ إِنْ) : مخففة من الثقيلة ، واسمها : إما (كُلُ) إلا أنه لما خففت نقصت عن شبه الفعل ، فلم تعمل وارتفع ما بعدها بالابتداء على الأصل ، وإما بتقدير الهاء أي إنه كل ذلك ، فحذف اسمها وهو الهاء وخففت ، فارتفع (كُلُ) بالابتداء ، وجملة (كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ ..) من المبتدأ والخبر في موضع رفع خبر (إِنْ). وهذا التقدير ضعيف لتأخير اللام في الخبر. و (لَمَّا) بمعنى إلا ، ويصح أن تكون (إِنْ) نافية بمعنى ما. ويقرأ «لما» بالتخفيف ، فتكون ما : زائدة أو موصولة وصدر الصلة محذوف.
البلاغة :
(وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ كَلِمَةً) : مجاز مرسل ، والمراد بال (كَلِمَةً) : الجملة التي قالها ، وهي : (إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) من قبيل إطلاق الجزء وإرادة الكل.
المفردات اللغوية :
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ) واذكر يا محمد وقت قول إبراهيم هذا ، ليروا كيف تبرّأ من التقليد ، وتمسّك بالدّليل. (لِأَبِيهِ) آزر. (بَراءٌ) بريء من عبادتكم أو معبوديكم ، وهو مصدر نعت به ، فيستوي فيه الواحد والمتعدد والمذكر والمؤنث ، وقرئ «بريء» و «برآء» ككريم وكرماء. (إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) خلقني ، وهو استثناء منقطع ، أي لكن الذي فطرني ، أو متّصل على أن