٧ ـ رفع الله تعالى من معنويات نبيه إلى القمّة بأمرين :
الأول ـ إعلامه بأنه على صراط مستقيم يوصله إلى الله ورضاه وثوابه.
الثاني ـ إعلاء مجده وشرفه بالقرآن الذي هو شرف له ولقومه من قريش والعرب قاطبة ، إذ نزل بلغتهم وعلى رجل منهم ، وسوف تسألون عن الشكر عليه ، وعن العمل بتكاليفه. قال المحققون : في الآية دلالة على أن الذكر الجميل أمر مرغوب فيه لعموم أثره وشموله كل مكان وكل زمان.
وقال القرطبي : والصحيح أنه شرف لمن عمل به ، كان من قريش أو من غيرهم.
أخرج الطبري عن ابن عباس قال : أقبل نبي الله صلىاللهعليهوسلم من سريّة أو غزاة ، فدعا فاطمة ، فقال : «يا فاطمة اشتري نفسك من الله ، فإنّي لا أغني عنك من الله شيئا» وقال مثل ذلك لنسوته ، ولعترته ، ثم قال صلىاللهعليهوسلم : «ما بنو هاشم بأولى الناس بأمتي ، إن أولى الناس بأمتي المتقون ، ولا قريش بأولى الناس بأمتي ، إن أولى الناس بأمتي المتقون ، ولا الأنصار بأولى الناس بأمتي ، إن أولى الناس بأمتي المتقون ، ولا الموالي بأولى الناس بأمتي ، إن أولى الناس بأمتي المتقون. إنما أنتم من رجل وامرأة كجمام (١) الصاع ، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى».
وأخرج الطبري أيضا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لينتهين أقوام يفتخرون بفحم من فحم جهنم ، أو يكونون شرّا عند الله من الجعلان التي تدفع النّتن بأنفها ، كلكم بنو آدم ، وآدم من تراب ، إن الله أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء ، الناس مؤمن تقي وفاجر شقي» (٢).
__________________
(١) الجمام : ما عدا رأس المكيال من الطفاف.
(٢) تفسير القرطبي : ١٦ / ٦٤.