وضعفه هو وأتباعه عن مقاومتي؟
ونحو الآية (فَحَشَرَ فَنادى ، فَقالَ : أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ، فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) [النازعات ٧٩ / ٢٣ ـ ٢٥].
(أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ ، وَلا يَكادُ يُبِينُ) أي بل أنا خير وأفضل بمالي من الملك والسلطة والسعة والجاه من هذا ، أي موسى الذي هو ضعيف حقير ممتهن في نفسه ، لا عزّ له ، ولا يكاد يبين الكلام ، لما في لسانه من العقدة. وهذا حكم عليه بما يعلم عنه في الماضي ، دون أن يدري أن الله الكريم أزال عقدته ، فقال تعالى : (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي ، يَفْقَهُوا قَوْلِي) إلى أن قال : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) [طه ٢٠ / ٢٧ ـ ٢٨ و ٣٦] فقد كان أصاب لسانه في حال صغره شيء من اللكنة بسبب الجمرة التي تناولها ، فسأل الله عزوجل أن يحل عقدة لسانه ، ليفقهوا قوله ، فاستجاب الله ذلك. والتعييب بالأشياء الخلقية التي ليست من فعل العبد خسّة ونقيصة في صاحبه الذي يعيب ، فذلك لا يعاب به ولا يذم عليه. وفرعون ، وإن كان يدرك هذا ، لكنه أراد التزويج على رعيته الجهلة الأغبياء.
ثم استعلى فرعون على موسى بمظاهر الترف والملوك ، ظنّا منه أن الرئاسة تلازم النبوة ، فقال تعالى :
(فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ، أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) أي فهلّا حلّي بأساور الذهب إن كان عظيما ، أو هلّا ألقى عليه ربه أساور الذهب إن كان صادقا في نبوته ، وهذا يشبه قول كفار قريش عن استحقاق عظيم القريتين النبوة.
أو جاء معه الملائكة متتابعين متقاربين إن كان صادقا ، يعينونه على مهمته ، ويشهدون له بالنبوة ، فأوهم قومه أن الرسل لا بد أن يكونوا على هيئة