إسرائيل يومئذ أحبّ الخلق إلى الله عزوجل ، لإيمانهم بالله وتوحيدهم إياه ، فلما كفروا هانوا وغضب الله عليهم.
٦ ـ الله تعالى قادر على كل شيء ، فهو قادر على أن يجعل بدل الإنس ملائكة يكونون خلفاء عنهم في الأرض ، يعمرونها ويشيدون حضارتها ، ويتعاقبون بعضهم إثر بعض في تولي شؤونها كلها.
٧ ـ إن خروج عيسى عليهالسلام ونزوله من السماء آخر الزمان من أعلام الساعة ، كما أن خروج الدجال من أعلام الساعة. ورد في صحيح مسلم : «فبينما هو ـ يعني المسيح الدجال ـ إذ بعث الله المسيح ابن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء ، شرقيّ دمشق بين مهرودتين (١) ، واضعا كفّيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحلّ لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه ، حتى يدركه بباب لدّ (٢) ، فيقتله ..».
وثبت في صحيح مسلم وابن ماجه عن أبي هريرة رضياللهعنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لينزلنّ عيسى ابن مريم حكما عادلا ، فليكسرنّ الصليب ، وليقتلنّ الخنزير ، وليضعنّ الجزية ، ولتتركنّ القلاص (٣) ، فلا يسعى عليها ، ولتذهبنّ الشحناء والتباغض والتحاسد ، وليدعونّ إلى المال ، فلا يقبله أحد».
٨ ـ لمّا جاء عيسى عليهالسلام بالحكمة وهي أصول الدين كمعرفة ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله ، وبعض الذي يختلفون فيه وهو فروع الدين ، أمر قومه بني إسرائيل أن يتقوا الشرك ولا يعبدوا إلا الله وحده ، وأن يطيعوه فيما يدعوهم
__________________
(١) أي شقتين أو حلتين.
(٢) اللّد : بلد معروف قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين.
(٣) القلاص : جمع القلص ، والقلص جمع قلوص : وهي الناقة الشابة من الإبل.