وأبو نعيم في الحلية : «ما من عبد مسلم إلا له بابان في السماء : باب ينزل منه رزقه ، وباب يدخل فيه عمله وكلامه ، فإذا فقداه بكيا عليه» وتلا هذه الآية.
٨ ـ امتن الله تعالى بحق على بني إسرائيل بعد إهلاك فرعون وقومه إذ نجّاهم أولا من بطش فرعون وظلمه واستعباده لهم ، وقتله الأبناء ، واستخدام النساء ، وتكليفهم بالأعمال الشاقة ، لأن فرعون كان جبارا عاليا من المشركين ، وليس هذا علو مدح بل علو إسراف.
٩ ـ ثم ذكر ثانيا أنه تعالى اختارهم على علم منه باستحقاقهم على عالمي زمانهم ، لكثرة الأنبياء منهم ، وإيمانهم بموسى وصلاحهم ، فلما بدّلوا تبدل الحال ، وغضب الله عليهم ولعنهم ، وأعد لهم جهنّم وساءت مصيرا.
١٠ ـ ثم أبان ثالثا أنه تعالى أمدهم بالآيات البينات في التوراة ، وبمعجزات موسى التسع ، كإنجائهم من فرعون ، وفلق البحر لهم ، وتظليل الغمام عليهم ، وإنزال المن والسلوى.
١١ ـ لقد تبين الفارق الواضح في هذه القصة بين الكافرين وبين المؤمنين ، فقد أغرق الله الكفار الأشداء ، ونجّى المؤمنين ، وجعل العاقبة للمتقين ، والنصر للصادقين الصابرين المستضعفين ، وهذا عدل من الله تعالى ، إذ لا يعقل التسوية بين الطائعين والعصاة.
فليعتبر بهذا كفار قريش وأمثالهم ، فقد أهلك الله من هم أشد منهم قوة وأكثر أموالا وأولادا ، وأعز سلطانا ومجدا ، وأقوى علما وحضارة.