الجنة : إن لكم أن تصحّوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ، وإن لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا».
وأخرج أبو بكر بن أبي داود السّجستاني عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من اتقى الله دخل الجنة ينعم فيها ، ولا يبأس ، ويحيا فيها ، فلا يموت ، ولا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه».
وأخرج أبو القاسم الطبراني وأبو بكر بن مردويه عن جابر رضياللهعنه قال : «سئل نبي الله صلىاللهعليهوسلم : أينام أهل الجنة؟ فقال صلىاللهعليهوسلم : النوم أخو الموت ، وأهل الجنة لا ينامون».
(فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ، ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) أي تفضل الله عليهم وأعطاهم ذلك عطاء فضلا منه وإحسانا إليهم ، أو لأجل إسباغ الفضل منه ، ذلك هو الفوز الأكبر الذي لا يعلوه فوز.
ثبت في الصحيح عند مسلم عن جابر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «اعملوا وسددوا وقاربوا ، واعلموا أن أحدا لن يدخله عمله الجنة ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ فقال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل».
وبعد أن بيّن الله تعالى دلائل قدرته ، وأوضح الوعد والوعيد ، ووصف القرآن في أول السورة بكونه كتابا مبينا (أي كثير البيان والفائدة) ذكر تعالى في خاتمة السورة ما يؤكد ذلك ، فقال :
(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) أي إنما يسرنا هذا القرآن وأنزلناه سهلا واضحا بينا جليا بلسانك الذي هو أفصح اللغات وأجلاها ، والذي هو لسانهم ولغتهم ، وجعلناه ميسرا للفهم ، كي يفهمه قومك يا محمد ، فيتذكروا ويعتبروا ويعملوا بما فيه ، والمعنى : إن ذلك الكتاب المبين الكثير الفائدة إنما