(بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) أي إن جنس الظلم علة موالاة بعضهم بعضا ، فلا توالهم باتباع أهوائهم (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) نصير المؤمنين (هذا) القرآن (بَصائِرُ لِلنَّاسِ) معالم للدين يتبصرون بها وجه الفلاح في الأحكام والحدود (وَهُدىً) من الضلال (وَرَحْمَةٌ) ونعمة من الله (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) يطلبون اليقين.
المناسبة :
بعد بيان بعض نعم الله في الدنيا على الناس جميعا فهي نعم عامة ، ذكر تعالى نعم الدين والدنيا على بني إسرائيل فهي نعم خاصة ، وبما أن نعم الدين أفضل من نعم الدنيا ، بدأ تعالى بتعداد نعمه الدينية عليهم ، وأتبعها بالنعمة العظمى على الإنسانية وهي الشريعة الإسلامية التي لم يبق في الوجود دليل آخر سواها على صحة مصدريتها من الله سبحانه ، فكانت هي البصائر والهدى والرحمة.
التفسير والبيان :
(وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ، وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ، وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ. وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ ...) أي تا لله لقد أعطينا بني إسرائيل نعما خاصة ، أذكر منها هنا ستا وهي :
١ ـ إنزال التوراة على موسى عليهالسلام التي فيها هدى ونور.
٢ ـ الفهم والفقه لفصل القضاء والخصومات بين الناس ، لأنهم جمعوا بين حكم الدين وحكم الدنيا ، فجعل الملك فيهم.
٣ ـ إرسال الرسل إليهم ، كموسى وهارون عليهماالسلام وغيرهما من الأنبياء الكثيرين.
٤ ـ إمدادهم بطيبات الرزق المباحة المستلذة من المآكل والمشارب كالمن والسلوى.