البلاغة :
(نَمُوتُ وَنَحْيا) بينهما طباق.
(هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ يَنْطِقُ) : استعارة تصريحية ، أي يشهد عليكم بالحق ، وهذا أبلغ من شهادة اللسان ، لأن شهادة الكتاب ببيانه أقوى من شهادة الإنسان بلسانه.
المفردات اللغوية :
(وَقالُوا) : أي المشركون منكر والبعث. (ما هِيَ) أي الحياة. (إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا) أي إلا حياتنا التي في الدنيا. (نَمُوتُ وَنَحْيا) أي يموت بعضنا ويحيا بعضنا بأن يولدوا. (وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) أي إلا مرور الزمان ، والدهر في الأصل : مدة بقاء العالم ، مأخوذ من دهره : غلبه. (وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ) ليس لهم بذلك المقول من دليل علمي. (إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) أي ما هم إلا يظنون ، إذ لا دليل لهم عليه ، وإنما قالوه بناء على التقليد.
(آياتُنا) من القرآن الدالة على قدرتنا على البعث. (بَيِّناتٍ) واضحات. (حُجَّتَهُمْ) متشبث. (ائْتُوا بِآبائِنا) أحياء. (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في أننا سنبعث ، وإنما سماه حجة على حسبانهم. (يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) بناء على ما هو معروف من الحجج. (ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ) أحياء. (لا رَيْبَ فِيهِ) لا شك فيه ، فإن من قدر على الابتداء في الخلق قادر على الإعادة ، لحكمة معروفة هي إقامة العدل التام والجزاء. (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) لقلة تفكرهم وقصور نظرهم على المحسوسات أمامهم.
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) تعميم أو إعمام للقدرة بعد تخصيصها. (الْمُبْطِلُونَ) الكافرون. (كُلَّ أُمَّةٍ) أهل دين. (جاثِيَةً) باركة على الرّكب ، أو مجتمعة من الجثوة وهي الجماعة ، وقرئ «جاذية» أي جالسة على أطراف الأصابع. (إِلى كِتابِهَا) صحيفة أعمالها. (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي يقال لهم ذلك.
(هذا كِتابُنا) ديوان الحفظة الذي كتبناه عليكم ، وأضافه إلى نفسه لأنه أمر الكتبة أن يكتبوا فيها أعمالهم. (يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) يشهد عليكم بما عملتم بلا زيادة ولا نقصان. (نَسْتَنْسِخُ) نستكتب الملائكة ، ونثبت ونحفظ (ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أعمالكم.
سبب النزول :
نزول الآية (٢٤):
(وَقالُوا : ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا ..) : أخرج ابن المنذر عن أبي هريرة رضي