رسلهم ، أو إلى صحيفة أعمالها ، كما قال تعالى : (وَوُضِعَ الْكِتابُ ، وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ ، وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ، وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [الزمر ٣٩ / ٦٩].
٣ ـ (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي في يوم القيامة يجزيكم الله بما عملتم في الدنيا من خير وشر ، تجازون بها من غير زيادة ولا نقص.
٤ ـ (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ، إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي هذه صحيفة الأعمال التي أمرنا الملائكة الحفظة بكتابتها ، تشهد عليكم ، وتذكر جميع أعمالكم من غير زيادة ولا نقص ، كقوله تعالى : (وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ ، وَيَقُولُونَ : يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها ، وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً ، وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) [الكهف ١٨ / ٤٩].
إنا كنا نأمر الحفظة أن تكتب أعمالكم عليكم وتثبتها وتحفظها عليكم. قال ابن عباس رضياللهعنهما وغيره : تكتب الملائكة أعمال العباد ، ثم تصعد بها إلى السماء ، فيقابلون الملائكة الذين هم في ديوان الأعمال على ما بأيدي الكتبة ، مما قد أبرز لهم من اللوح المحفوظ في كل ليلة في القدم على العباد ، قبل أن يخلقهم ، فلا يزيد حرفا ولا ينقص حرفا ، ثم قرأ : (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
فقه الحياة أو الأحكام :
يستنبط من الآيات ما يأتي :
١ ـ هذا خبر صريح يتضمن إنكار المشركين والدّهرية للآخرة ، وتكذيبهم للبعث ، وإبطالهم للجزاء ، مأخوذ من قولهم : (نَمُوتُ وَنَحْيا) أي يموت بعضنا ويحيا بعضنا ، أو نموت نحن ، وتحيا أولادنا ، وما يفنينا إلا السنون والأيام.