نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٤) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧))
الإعراب :
(وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها السَّاعَةُ) بالرفع : مبتدأ ومعطوف على موضع (إِنَ) وما عملت فيه ، وقرئ بالنصب عطفا على لفظ اسم إن ، وهو (وَعْدَ اللهِ).
(قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ ، إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا السَّاعَةُ) بالرفع : مبتدأ ، و (ما) : خبره ، وقرئ بالنصب على أنه مفعول (نَدْرِي) و (ما) : زائدة. و (إِنْ نَظُنُ) إلا ظنا تقديره : إن نظن إلا ظنا لا يؤدي إلى العلم واليقين. وإنما افتقر إلى هذا التقدير ، لأنه لا يجوز أن يقتصر على أن يقال : ما قمت إلا قياما ، لأنه بمنزلة : ما قمت إلا قمت ، وذلك لا فائدة فيه.
(رَبِّ الْعالَمِينَ) بدل من (رَبِ) الأول.
(وَلَهُ الْكِبْرِياءُ ، فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَهُ الْكِبْرِياءُ) : مبتدأ وخبر مقدم ، (فِي السَّماواتِ) : حال ، أي كائنة.
البلاغة :
(أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي) استفهام توبيخ.
(وَقِيلَ : الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) استعارة تمثيلية ، مثّل تركهم في العذاب بمن سجن في مكان ثم نسيه السجّان من غير طعام ولا شراب ، ووجه الشبه منتزع من متعدد. والمراد : نترككم في العذاب ونعاملكم معاملة الناسي ، لأن الله تعالى لا ينسى.
(فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها) التفات من الخطاب إلى الغيبة ، لإهمالهم وعدم العناية بشأنهم.