المفردات اللغوية :
(فِي رَحْمَتِهِ) في جنته (الْفَوْزُ الْمُبِينُ) الظفر البين الظاهر ، لخلوصه عن الشوائب (أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي) أي يقال لهم ذلك ، وآياتي : آيات القرآن وما قبله من الكتب المنزلة الثابتة المتضمنة شرائع الله (فَاسْتَكْبَرْتُمْ) تكبرتم عن الإيمان بها (وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ) كافرين ، فالمجرم : ضد المسلم ، فهو المذنب بالكفر.
(وَإِذا قِيلَ) أي قيل للكفار (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) أي وعده بالبعث وبأنه محيي الموتى من القبور ، و (وَعْدَ اللهِ) : إما الموعود أو المصدر ، و (حَقٌ) : ثابت كائن لا محالة (لا رَيْبَ) لا شك (إِنْ نَظُنُ) ما نظن أو إن نحن إلا نظن ظنا ، دخل حرفا النفي والاستثناء لإثبات الظن ونفي ما عداه (وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) بمتحققين أن الساعة آتية.
(وَبَدا) ظهر (لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) ظهر لهم في الآخرة جزاء أو عقوبات أعمالهم ، أو عرفوا مدى قبح أعمالهم (وَحاقَ بِهِمْ) نزل أو حل وأحاط بهم (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي الجزاء والعذاب (نَنْساكُمْ) نترككم في النار (كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) تركتم العمل للقاء هذا اليوم ، وإضافة اللقاء إلى اليوم : إضافة المصدر إلى ظرفه (وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) مانعين منه يخلصونكم من أهواله.
(اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً) استهزأتم بها ولم تتفكروا فيها ، و (آياتِ اللهِ) : القرآن (وَغَرَّتْكُمُ) خدعتكم (الْحَياةُ الدُّنْيا) أي زينتها ، حتى قلتم : لا بعث ولا حساب (لا يُخْرَجُونَ مِنْها) الفعل مبني للمجهول ، وقرئ بالبناء للمعلوم ، ومنها أي من النار (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) لا يطلب منهم أن يعتبوا ربهم بأن يرضوه بالتوبة والطاعة ، لفوات الأوان ، وعدم النفع يومئذ.
(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ) الشكر والثناء بالجميل على وفاء وعده في المكذبين (رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ) خالق هذه الأشياء ، والعالم : كل ما سوى الله ، وجمع لاختلاف أنواعه. وهذه الأشياء نعمة من الله ودالة على كمال قدرته (الْكِبْرِياءُ) العظمة والسلطان (الْعَزِيزُ) الذي لا يغلب (الْحَكِيمُ) فيما قدّر وقضى.
المناسبة :
بعد بيان أحوال القيامة وأهوالها ، أبان الله تعالى أحوال المؤمنين الطائعين وما أعد لهم من الرحمة أي الثواب ، وأحوال الكافرين وما أعد لهم من العقاب ، والتوبيخ على تفريطهم في الدنيا ، وما حل بهم جزاء استهزائهم بالعذاب