قادر على الإعادة ، ومن خلق السموات والأرض قادر على إحياء الموتى بطريق الأولى والأحرى ، كما قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ، وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم ٣٠ / ٢٧].
(اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ ، يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ ، وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) أي إن الله تعالى كثير اللطف بعباده ، بالغ الرأفة بهم ، فيوصل إليهم أعظم المنافع ومنها إنزال الكتاب المقترن بالحقّ ، ويدفع عنهم أعظم المضار والبلايا ومنها تأخير العذاب عن الخلق ، كما في الآيات المتقدمة ، ومن ألطافه ومنافعه أنه يرزق جميع عباده ، البرّ منهم والفاجر ، يرزق من يشاء منهم كيف يشاء ، فيوسع على هذا ، ويضيق على هذا ، وهو العظيم القوة ، الباهر القدرة ، الذي يغلب كل شيء ، ولا يغلبه شيء ، فلا يعجزه شيء.
ونحو الآية في الإمداد بالأرزاق قوله تعالى : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها ، كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) [هود ١١ / ٦] ، ونظائر أخرى كثيرة.
فقه الحياة أو الأحكام :
يستنبط من الآيات ما يلي :
١ ـ النّبي صلىاللهعليهوسلم ومن بعده كل مؤمن مأمور بالدعوة إلى ذلك الدين الذي شرعه الله للأنبياء ووصّاهم به ، وإلى القرآن المتضمن تلك الشرائع ، وهو مأمور أيضا بالاستقامة والثبات على تبليغ الرسالة والعمل بها ، ومنهي عن اتّباع الأهواء والحظوظ النفسية وعدم الاهتمام بخلاف من خالف.
وهو مأمور كذلك بالعدل في الأحكام كما أمر الله ، وبإعلان أن الله ربّ الناس جميعا ، لا ربّ المسلمين وحدهم ، ولا ربّ فئات أخرى وحدها ، وأن كل