البلاغة :
(كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) عطف البعض على الكل.
(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) من قبيل المشاكلة ، سمي جزاء السيئة سيئة للتشابه بينهما في الصورة.
المفردات اللغوية :
(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ) معطوف مع ما بعده على (لِلَّذِينَ آمَنُوا). (كَبائِرَ الْإِثْمِ) ما رتب عليه وعيد شديد ، كشهادة الزور وعقوق الوالدين ، أو كل ما يوجب حدا ، كالقتل العمد والقذف والسرقة والزنى ونحوها (وَالْفَواحِشَ) ما فحش وعظم قبحه كالزنى والقتل ونحوهما ، جمع فاحشة ، وهو من عطف البعض على الكل (يَغْفِرُونَ) يعفون ويتجاوزون.
(وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ) أجابوا إلى ما دعاهم إليه ربهم من التوحيد والعبادة ، وأداء الفرائض وترك النواهي (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) داوموا على إقامتها (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) الشورى : مصدر كالفتيا بمعنى التشاور ، أي أمرهم ذو شورى ، يتشاورون ، ولا ينفردون برأي حتى يتشاوروا وذلك من فرط تيقظهم في الأمور ، وإحكام الخطط ، والظفر بالمطلوب ، والشورى : تبادل الآراء لمعرفة الصواب منها (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) أعطيناهم (يُنْفِقُونَ) في طاعة الله.
(الْبَغْيُ) الظلم (يَنْتَصِرُونَ) ينتقمون ممن ظلمهم ، وصفهم بالشجاعة بعد وصفهم بأكمل الفضائل ، لأن الحلم على العاجز محمود ، وعلى الظالم مذموم ، منعا من الإغراء على البغي (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ) هي الفعلة التي تسيء مرتكبها وهي الفعل القبيح (سَيِّئَةٌ مِثْلُها) سميت الثانية (وهي الجزاء) سيئة لمشابهتها للأولى (الجريمة) في الصورة. وهذه المماثلة في العقوبة ظاهرة في الجراحات ، فإنما يقتص فيها بمثلها. (عَفا) عن ظالمة (وَأَصْلَحَ) بالود ما بينه وبينه من عداوة (فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) أي فثوابه على الله حتما ، وهذا وعد يدل على عظم الموعود (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) البادئين بالظلم ، فيعاقبهم.
(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ) قابل الظالم بمثل فعله بعد أن ظلمه (ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) مؤاخذة أو عتاب ومعاقبة (يَظْلِمُونَ النَّاسَ) يبتدءونهم بالإضرار (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم على ظلمهم وبغيهم (وَلَمَنْ صَبَرَ) على الأذى. فلم ينتصر (وَغَفَرَ) تجاوز (إِنَّ ذلِكَ) الصبر والتجاوز (لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) معزومات الأمور ، بمعنى المطلوبات شرعا أو المشكورة المندوب إليها.