كموازين الأعمال موازين الحساب.
«ذالكم» فقد جرّد عرشه سبحانه عن عروش المخلوقين روحية أو زمينة أو مادية ، كما وهو مجرد في ذاته وصفاته وأفعاله عن ذوات المخلوقين وصفاتهم وأفعالهم.
«ذالكم الله ربكم أفلا تذكرون» ما رقم في كتاب الفطرة التي فطركم الله عليها ، خاسرين أنفسكم الحاقة ، خارجين عنها إلى أهواءكم المضلة المطلة عليكم!.
(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ).
«إليه» لا سواه ولا رسول الله ولا أي شركاء أو شفعاء «مرجعكم» أنتم العالمين «جميعا» : مرجع بجميعه دون إفلات ، و «كم» جميعا دون إفلات ، أعني (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) ثابتا ولا حول عنه ولا بداء فيه ، أو أنه من قيام المفعول المطلق مقام فعله ، «إنه» بتحقيق حقيق وتأكيد بليغ أكيد «يبدء الخلق» مصدرا وصادرا «ثم» بعد ما يفنيه «يعيده» ولما ذا (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ) وهو فوق العدل ، ولا يظلمون نقيرا (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) : حار حارق ، (وَعَذابٌ أَلِيمٌ) آلم من حميم (بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) عدلا جزاء وفاقا ، فهناك درجات حسب الدرجات (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) وهنا دركات حسب الدركات دون مزيد إن لم ينقص.
هنا «يبدء» مضارعة تدل على استمرارية الخلق ، مما يضيّق نطاق الخلق بالمكلفين أم ويشمل سائر الخلق لأنه مما يعيشونه إبتلاء ، فالبدء على أية حال هو بدء فيه حالة التكليف لمكان الجزاء لفريقي الإيمان والكفر ، فلا تعني الإعادة هنا إلا إعادة الحياة للأحياء بعد ما أماتهم ، كما لا تعني إعادة المعدوم حتى تمتنع ، إنما هي إعادة الأجساد إلى حالة تقبل الأرواح ورجعها إلى أجسادها ف (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) (٧ : ٢٩) (كَما